حمادة هلال يتشبث بدور 'ابن الأصول' في رمضان

بطل المسلسل المصري الجديد لا يفارق شخصية الشاب الطيب والمستقيم والمحب للأخلاق الرفيعة، ومشاهدون ينتقدون عدم التلون في أدواره.

القاهرة - يقدّم الفنان المصري حمادة هلال في رمضان الحالي مسلسل "ابن أصول" وسط انتقادات له بعدم تنويعه في الأدوار التي يقدمها في شهر الصيام وتشبثه بدور الشاب الطيب والمستقيم. 
ولازمت الشخصية "المحترمة" وصاحبة الأخلاق الرفيعة  هلال منذ بداية مشواره الفني.
والعمل الجديد بطولة أيتن عامر ومحمد نجاتي وسوزان نجم الدين التي تالقت في الاعمال السورية والمصرية وأحمد حلاوة وكريم أبوزيد وحمزة العيلي ووفاء سالم وإيناس كامل وعماد رشاد، ومن إخراج محمد بكير.
والمسلسل الجديد يعد التعاون الأول بين حمادة هلال والمنتج تامر مرسي مالك شركة "سينرجي"، ويتولى كتابته السيناريست أحمد محمود أبوزيد الذي سبق وقدم لحمادة مسلسلي "ولي العهد" و"طاقة نور".
ويتطرق العمل الفني الجديد الى التأثيرات السلبية لصفة حب التملك التي تطبع العديد من الآباء والأمهات ورغبتهم في تسيير أسلوب حياة أبنائهم والتمسك بالسيطرة على أدق تفاصيل حياتهم لخوفهم الشديد عليهم.
ويناقش بطل "ابن أصول" بطريقة لا تخلو من الدعابة والفكاهة رغبة الأم في بسط نفوذها على ابنها بدافع حبها الشديد له وخوفها عليه، كما يتطرق في إطار تراجيدي الى علاقته بوالده وزوجته وأشقائه ودخوله معهم في دوامة من الخلافات بسبب المال والإرث.

وحاول حمادة هلال من خلال مسلسل "ابن أصول" أن يقدّم مزيجا بين الشخصية البسيطة التي تعيش بالنهار داخل إحدى مناطق وسط القاهرة، حيث يعمل مع والده الذي يمتلك محلا لبيع المجوهرات، فيما نراه في المساء مع والدته في أحد القصور الكبيرة.
 ويمرّ بطل العمل "هشام" بين عالمين متناقضين يحملان العديد من المواقف المتباينة التي تؤثر على شخصيته.
ونجح الفنان الشاب وصاحب الصوت الرومانسي والأغاني الحزينة في أعماله الفنية السابقة في مداعبة أوتار الطبقة الشعبية والتغلغل في طريقة حياتهم وتفكيرهم .
ومنحت مسلسلات رمضانية لعب دور البطولة فيها أولوية لظواهر منتشرة في الأوساط الشعبية والمجتمعية.
وكان اخر عمل لحمادة هلال في رمضان 2018 مسلسل "ولي العهد" الذي ناقش فيه مشكلات الميراث في عائلة تبدو أرستقراطية لكن أصولها شعبية.
ويركز العمل الكوميدي الاجتماعي الجديد على تأثير البيئة الشعبية في شخصية القاطنين فيها أو الذين ابتعدوا عنها، ومع ذلك ما يزال التأثير حاضرا في تصرفاتهم.

ويحرص صاحب أغنية "ديما دموع" على اختيار مواضيع تهم الأسرة المصرية والعربية على غرار الإرث في مسلسل "ولي العهد"، وعقبات النجاح التي تواجه العديد من الشباب في مسلسل "طاقة القدر"، والتعرّض للظلم الذي يقع على عاتق شخصيات تنبذ الفساد في "قانون عمر". 
وتحقق مسلسلات حمادة هلال شعبية كبيرة في الوطن العربي لاسيما وانها موجهة للعائلة بصفة عامة وتخلو في أغلبها من مشاهد الإثارة والعنف المبالغ فيه وتقتنص حصة هامة من الإعلانات الا أنها لا تنجو من سهام النقد.
ويرى نقاد ان تمسك حمادة هلال بشخصية "ابن الأصول" والشاب المهذب والمستقيم تجعله يفتقد القدرة على التنويع في أدواره في حين أن الفنان الحقيقي والبارع عليه التنقل والتلون بين مختلف الأدوار كالطيب والشرير والبلطجي.
ووجه العديد من المشاهدين انتقادات لاذعة للممثل  المصري كونه لا يغير جلده الفني، ولا يتخلى عن صورة الشاب الطيب الذي يعاني من الظلم والقهر.
ورفض هلال في تصريحات صحافية فكرة الابتعاد عن تيمة الشاب المنضبط والطيب واعتبر انه لا يتحمس لأعمال تشجع على ممارسة البلطجة.
وتطغى مشاهد البلطجة والعنف والمخدرات على الأعمال الفنية الرمضانية حتى أنها أصبحت الحصان الرابح للمنتجين والمخرجين بما انها تشد انتباه المتفرجين لا سيما الشباب.
وقال هلال إنه يتوخى دائما الحذر في اختياراته الفنية، لافتا أنه مطرب بالدرجة الأولى وأن أغانيه حققت له شعبية كبيرة قبل التمثيل.
 وقال: "من المفروض ان يقدم المطرب أدوارا خفيفة ولطيفة".
وأعمال حمادة السينمائية لا تشذ عن القاعدة على غرار "عيال حبيبة" و"حماتى بتحبني"، حيث انه لم يغادر فيها جلباب الشاب الطيب والنقي والمحب للخير وللأخلاق الرفيعة والحميدة.