روان أتكينسون يودع 'مستر بين' في فيلم كرتوني

الممثل البريطاني الشهير بلعبه دور رجل ممل ومتلعثم، يجسد الشخصية الأيقونية للمرة الأخيرة معتبرا الرسوم المتحركة شكلا مناسبا بالنسبة إليه وللسيد بين.
روان أتكينسون لا يستمتع بأداء شخصية مستر بين
أتكينسون هو مبتكر شخصية مستر بين
أتكينسون عانى في حياته العادية من مشكلة التأتأة في الكلام

 يقوم النجم البريطاني روان أتكينسون الشهير بـ"مستر بين" بتطوير فيلم رسوم متحركة جديد للشخصية الأيقونية، على الرغم من أن الممثل يقول إنه منذ أعوام يستعد للتقاعد من لعب الدور.
يعود أتكينسون إلى "مستر بين" وهو لعب دور البطولة في مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، بدءا من المسرحية الهزلية "بلاكادر" إلى سلسلة أفلام "جوني إنغلش"، ولكن ربما لا تكون أيّ من شخصياته معروفة أكثر من السيد بين.
طوال تسعينيات القرن الماضي، لعب أتكينسون دور السيد بين، وهو رجل ممل ومتلعثم لديه موهبة في الدخول في مواقف غير عادية، ويتسم بأنه رجل بعقلية طفل، حيث يمر بعدة مشاكل معقدة إلا أنها تمر بطريقة طريفة ومضحكة.
 وكانت سلسلة "مستر بين" مشهورة بشكل لا يصدق، وظهرت الشخصية في أفلام طويلة وحلقات تلفزيونية وسلسلة كرتونية قصيرة في عام 2002 في 130 حلقة، والآن يبدو أن أتكينسون يريد العودة إلى عالم الرسوم المتحركة مرة أخرى بفيلم كرتوني طويل عن السيد بين.

مستر بين
حان وقت إنهاء ملحمة مستر بين الكوميدية

وفي مقابلة مع مجلة "ديدلاين"، أوضح أتكينسون أنه في مراحل تطوير الفيلم المتحرك للسيد بين، ويبدو أن هذا الشكل مناسب بشكل أفضل لكل من الشخصية والممثل الذي يلعب دورها.
وقال أتكينسون إنه على الرغم من أن السيد بين كان مهما في مسيرته المهنية، إلا أنه في الواقع لا يفضل لعب الشخصية في بيئة حركة حية، موضحا أنه من الأسهل بالنسبة له أداء الشخصية صوتيا أكثر من الأداء البصري.
وكشف الممثل أنه لا يستمتع كثيرا بلعب الدور لأنه يضع على كاهله عبء مسؤولية إضحاك الآخرين.
 يتابع أتكينسون "ليس لطيفا  أبدا هذا الدور، لكن مع فيلم الرسوم المتحركة، ستكون مسؤولية تجسيد شخصية السيد بين أسهل بكثير عليّ لتحملها"، وأضاف أنه يريد أن يوقف لعب دور السيد بين قريبا وأنه يتطلع إلى إنهاء وقته مع الشخصية.
إن التحول نحو الرسوم المتحركة في الوقت الحالي ليس مجرد خطوة جيدة لأتكينسون، ولكن أيضًا لسلسلة السيد بين بشكل عام، فمع انتشار وباء فيروس كورونا المستمر، شهدت صناعة السينما والتلفزيون بأكملها تأخيرات كبيرة في إنتاج الأفلام الحية، في حين أن هذه التأجيلات المؤسفة، تركت مساحة لرسامي الرسوم المتحركة للتدخل وإنشاء قصص جديدة دون أي مخاطر صحية.

أعتقد أن شخصاً في الخمسين من العمر يصبح حزينا قليلا

واستنادا إلى الطريقة التي يتحدث بها أتكينسون عن علاقته بشخصية السيد بين، فمن المحتمل أن يكون فيلم الرسوم المتحركة هذا هو آخر مشروع للسيد بين يقوم ببطولته أتكينسون.
 ومن الواضح أن الممثل مستعد للابتعاد عن أدواره القديمة والانتقال إلى مشاريع جديدة وهذا لا يعني أن "مستر بين" قد مات لأنه يمكن دائما إعادة الشخصية من قبل ممثل آخر، ولكن إذا صدق أتكينسون، فقد يكون فيلم الرسوم المتحركة خطوته الأخيرة في ملحمة السيد بين.
وربما ليس معروفا للكثيرين أن أتكينسون الذي درس الهندسة في جامعة أكسفورد هو من ابتكر شخصية السيد بين، وذلك خلال دراسته لماجستير الهندسة الكهربائية واختار لها أن تتبع نموذج الكوميديا الصامتة، وابتكار النكات عن طريق التفاعل مع الأشخاص، وإيجاد حلول غريبة.
 ويعد مستر بين من أكثر الشخصيات شعبية ومتابعة في جميع انحاء العالم، وقد بلغ عدد مشاهدات إحدى حلقات المسلسل ثمانية عشر مليون مشاهدة.

مستر بين
مستر بين من أكثر الشخصيات شعبية ومتابعة في جميع انحاء العالم

والمفارقة أن أتكينسون عانى في حياته العادية من مشكلة "التأتأة في الكلام"، ما جعل شخصيته تميل إلى الانطوائية، وبسبب هذا يحاول أن يقلّ قدر الإمكان من الظهور في المقابلات خوفا من التلعثم.
ومن طرافة الممثل أيضا أنه حين أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2012، رغبته في التقاعد من شخصية مستر بين، قال: "تبدأ قدرتك البدنية بالانخفاض، وأعتقد أيضاً أن شخصاً في الخمسين من العمر يصبح حزينا قليلاً."
يشار إلى أن أتكينسون منتج وممثل وكاتب سيناريو ولد في عام 1955، ويعتبر من بين الكوميديين الخمسين الأفضل في تاريخ بريطانيا، ونال شعبية واسعة عبر الأفلام التي لعب أدوارها مثل "إجازة السيد بين" و"جوني أنغلش" و"جوني أنغلش ريبورن"، وتألق في سلسلة من العروض الكوميدية لراديو بي بي سي 3 وسمي البرنامج بـ"شعب أتكينسون"، وكان يتألف من سلسلة مقابلات ساخرة مع رجال عظماء خياليين ولعب الدور بنفسه، وشارك في كتابة المسلسل أيضا.
واشتهر الممثل العالمي على الساحة الكوميدية، بالإضافة إلى تجسيد شخصية مستر بين، في "سكتش كوميدي شو" و"ليس في أخبار الساعة التاسعة" في الفترة 1979 - 1982، وشارك أيضا في "كرات الشرطي السري" عام 1979 وقدم أعمالا هزلية كمسرحية" الخط الأزرق الرقيق" عام 1995.