صوفية صادق تسافر بزمن الفن الجميل الى جرش

الفنانة التونسية المعروفة بإتقان أداء أغاني أم كلثوم والبعيدة عن الأضواء لفترة طويلة تشارك في مهرجان جرش للثقافات والفنون بالأردن.
صوفية تركت بصمة في العصر الذهبي للأغنية التونسية

عمان– تعود الفنانة التونسية صوفية صادق الى حضن المهرجانات العربية الهامة والعريقة بمشاركتها في مهرجان جرش للثقافات والفنون في دورته الجديدة.
والفنانة التونسية مشهورة جدا على الساحة المحلية بالخصوص ومعروفة بإتقانها أداء أغاني عمالقة الفن بإحساسها الخاص وصوتها القوي.
وفي مرحلة الطفولة، شجعتها والدتها على التلاوة حتى تتعلم جيداً مخارج الألفاظ وتكون على دراية كاملة بأصول اللغة العربية. وفي لقاء لها، قالت إنها لم تكتف فقط بترتيل وتجويد القرآن، بل حفظت الكثير منه أيضاً، وكانت تقدم فقرة قرآنية في المدرسة، في مدينة سوسة التونسية، وبعدها تم اكتشاف موهبتها في الغناء والتحقت بمعهد الموسيقى.

وتُوفي والدها حين كانت في سن الـ12، ولم يكن راضياً عن امتهانها الغناء.
تَعتبر أم كلثوم مدرستها الأولى في الغناء، وأدت العديد من أغانيها مثل "سيرة الحب" و"الأطلال" وغيرهما، وكانت المطربة الوحيدة في العالم العربي التي غامرت وسجلت أغنية "الأولى في الغرام" لكوكب الشرق بصوتها.
وشاركت في حفل تكريم أم كلثوم على مسرح دار الأوبرا المصرية بدعوة من الموسيقار جمال سلامة.
وتعد صوفية من أشهر الفنانات التونسيات، وكانت بدايتها في الثمانينات إذ غنت لأبرز الملحنين العرب.
كما ذاع صيتها في البلدان العربية إلا أنها لم تواصل في الغناء على الصعيد العربي وعادت إلى تونس لتكتفي بالغناء في بلادها.
وابتعدت صوفية لسنوات عن المهرجانات والأضواء بعد توجيه اتهامات لها بقربها من نظام الرئيس الأسبق الهارب للسعودية زين العابدين بن علي.
وأرجعت صوفية ابتعادها عن الساحة الفنية منذ الثورة التونسية 2011، إلى "سوء معاملة الإعلام لمسيرتها الفنية من خلال تقديمها في صور مسيئة لشخصها".
 وغابت عن الساحة الفنية التونسية اختياريا لسبع سنوات وجددت علاقتها مع جمهورها في مهرجان قرطاج في العام 2017 وحركت حنينه لفترة الثمانينات والتسعينات.
واستطاعت الفنانة التونسية التي تركت بصمة في العصر الذهبي للأغنية التونسية في الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي من استقطاب جمهور اشتاق إلى الأغنية التونسية في أوج نجاحها.
وغنت الفنانة المعروفة بحبها لتقديم التراث التونسي في التظاهرة الفنية العريقة باقة من الأغاني التونسية تضمنت "عشيري الأول" و"ياام العوينة الزرقة" و"خالي بدلني" و"أمان أمان"، ونهلت من المقامات الشرقية أغاني "ألف ليلة وليلة" لكوكب الشرق و"من غير ليه" لمحمد عبدالوهاب و"تعال ننسى" للراحل ملحم بركات كما داعبت الجمهور بأجمل أغانيها الخاصة على غرار  "يهبل" و"مراسيلي" و"فيك إيه" و "ميهمنيش" و"نموت عليك" و"بتحلى الليالي".
وكرم مهرجان الإسكندرية للأغنية في دورته الـ14 المطربة التونسية المعروفة بقلة إطلالاتها الإعلامية. 
وستطرب الفنانة التونسية جمهور مهرجان جرس بأغاني زمن الفن الجميل والراقي.
وتنطلق في 18 تموز/يوليو الدورة الرابعة والثلاثون لمهرجان جرش للثقافات والفنون بمشاركة مغنين وفرق موسيقية محلية وعربية وأجنبية، في حدث يشمل هذه السنة للمرة الأولى مهرجانا سينمائيا للأفلام القصيرة على ما أعلن المنظمون الاثنين.
وكان مهرجان جرش قد انطلق في العام 1981، واستمر حتى العام 2007 ليحل محله مهرجان الأردن في عمان، إلا أنه استؤنف في العام 2011.
ويقام المهرجان على مسارح مدينة جرش الأثرية التي تبعد حوالى 51 كيلومترا شمال العاصمة الأردنية عمان ويستمر حتى 28 تموز/يوليو.

وتتخلل البرنامج حفلات لمغنين معروفين بينهم مارسيل خليفة ووائل كفوري ونانسي عجرم وعبير نعمة من لبنان وعمر العبداللات وديانا كرزون ونداء شرارة ومكادي نحاس من الأردن إضافة إلى محمد منير من مصر ولطفي بوشناق من تونس، والمغني الفلسطيني الشاب محمد عساف.
وستشارك فرق شعبية وفلكلورية أردنية وعربية وأجنبية في عروض موسيقية فنية مختلفة في الساحة الرئيسية للمهرجان.

وتقام خلال المهرجان أمسيات شعرية بمشاركة 25 شاعرا من الأردن و12 آخرين من البلدان العربية، فضلا عن ندوات ثقافية وفكرية ومعارض للصناعات التقليدية وأسواق حرفية وفنون تشكيلية.
وقال المدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي في مؤتمر صحافي إن "نحو 1500 أردني سيشارك في هذه الدورة من المهرجان منهم مسرحيون وشعراء وموسيقيون".
وأشار إلى أن الساحة الرئيسية ستضم 25 فعالية لفرق شعبية، مضيفا أنه لأول مرة "سيكون هناك مهرجان سينما للأفلام القصيرة يتكون من 25 فيلما، ويضم فرقة تحكيم عربية".