عازف العود سميح المحجوبي يتألق في المغرب

الموسيقي التونسي يكرم أيقونة العود سعيد الشرايبي بعرض موسيقي.

الموسيقى.. تلك الأكوان الضاجة بما يعتمل بالدواخل من شجن ووجد وبهاء حيث الذات في سفرها المنغم بالحلم وبما هو ذوبان يقول بالانشداد والأخذ.. الموسيقى هذه اللغة الأخرى في هيجانها الرجيم على الجامد والساكن تعلن بهجة الحال وتعلن من شؤون وشجون الكينونة فينعم الكائن بالعطور الطالعة من عزف ونزف بين مقامات شتى هي خلاصات هذا النهر الذي يحوي موسيقى الأمكنة والأزمنة والعناصر والأشياء... والإنسان..

وهكذا.. ومن هذه العوالم المفعمة بالوجدان في جواهر تلويناته وأحواله.. نمضي مع فنان تخير نهج الموسيقى وعوالمها شغفا وهياما ليمضي في الدروب الآسرة وتأخذه الموسيقى هذه السيدة التي لها الصرح والخيال والمقام والفضاء الرحب الزاخر بممكنات الجمال والمحبة والسلام..

الفنان صاحب التجربة وهنا العازف والملحن والمقتفي أثر الآه والحلم حيث الموسيقى وقد أخذته طوعا وكرها فهام بها من طفولة أولى ليشتد غرامه بها ليصير الذهاب في عوالمها عزفا وإبداعا وبحثا وفق مسيرة متواصلة تنوعت ضمنها الإنتاجات والمشاركات والمساهمات العلمية والفنية ليتعانق الأكاديمي بالفني الثقافي.

الفنان الموسيقي وعازف العود والملحن والمدرس سميح المحجوبي وفي هذه السياقات المذكورة يواصل أنشطته في تونس وخارجها حيث كانت مشاركته مؤخرا والتي تألق فيها وذلك بالمغرب الشقيق فقد تمت دعوته من قبل مؤسسة قادري للفكر والثقافة والفنون ضمن حفل تكريم مدرسة العزف على آلة العود سعيد الشرايبي ليقدم محاضرة حول الموسيقى وأساليب العزف عند الراحل، إلى جانب إحياء حفل من خلال عرض موسيقي خلال يوم 24 من شهر فبراير/شباط الماضي.

وتميزت هذه المناسبة الحدث في المجال الموسيقي بالمغرب بنجاحها من خلال ما تضمنته فقراتها والإقبال عليها من جمهور الموسيقى وأحباء الراحل المحتفى به وهنا يقول الفنان سميح "الموسيقى تقرب الشعوب.. لقد كانت مناسبة طيبة ومهمة وأقدم بالتالي شكرا خاصا لناصر القادري مدير المؤسسة على حفاوة الضيافة والتكريم المقام خصيصا لاستذكار الراحل أيقونة العود سعيد الشرايبي...".

سميح المحجوبي
الموسيقى جسر تواصل بين تونس والمغرب

وقد حضرت الحفل عدة شخصيات ثقافية ومنها نذكر مستشار المدير العام للأسيسكو الأستاذ محمد علمي.

هذه محطة مميزة ضمن محطات وأنشطة متصلة بالموسيقى ومجالاتها المتعددة للعازف المميز سميح المحجوبي وهو أستاذ بالمعهد العالي للموسيقى بتونس منذ 19 سنة ومتحصل على شهادة الاختصاص في آلة العود التي يدرسها بالمعهد، وماجستير جماليات وأداء الموسيقى التونسية والعربية.

وقد مثل سميح المحجوبي تونس في العديد من المحافل الدولية كمحاضر وعازف عود من ذلك بسلطنة عمان، المغرب، الجزائر، مصر، إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، النمسا، سويسرا.. وهو ملحن وله مشاركات في مهرجان الأغنية وشغل منصب رئيس اللجنة الاستشارية لصندوق الدعم والتشجيع على الإبداع الأدبي والفني... إلى جانب كونه مشرف ومؤطر لعدة بحوث أكاديمية ورسائل ختم دروس جامعية خاصة بالإجازة والماجستير..

وعن تجربته والبدايات يقول "طبعا البداية من المعهد الوطني للموسيقى منذ سن العاشرة وحضور في الملتقيات ومشاركات في المهرجانات الإقليمية والوطنية والحصول على العديد من الشهائد والجوائز كعازف على آلة العود ثم المعهد العالي للموسيقى رغم نجاحي بتفوق في البكالوريا إلا أني واصلت المشوار في الاختصاص الذي طالما حلمت به.. وشاركت في فرقة المعهد العالي للموسيقى بتونس وتسنى لي العزف في العديد من المناسبات مع الأركستر السمفوني التونسي بقيادة أستاذنا المرحوم أحمد عاشور.. إن تونس ولّادة ووجب الانتباه أكثر لتشجيع مواهبنا وعازفينا الذين يعتبرون من أمهر وأبرع العازفين في الوطن العربي.. أنا عضو لجان تحكيم في الاحتراف الفني ودبلوم الموسيقى العربية ومهرجان الأغنية ...وراهنا أنا بصدد التحضير لإقامة فنية وعرض بسويسرا وعرض في باريس ثم المغرب.. كما أنني أسست دار العود والفنون بمواردي الشخصية للارتقاء بمستوى عزف هاته الآلة وإيمانا بأهمية مدارسنا التونسية في العزف على سلطان الآلات العود ومثلما نجد في العديد من البلدان العربية بيت العود الآن موجودة دار العود الفرق أن بقية بيوت العود مدعومة من الدولة ولكن في تونس صفر دعم، أعمل بمواردي الشخصية والبسيطة على أمل أن تلتفت الوزارة وتدعم هذا المشروع الوطني...".

الفنان سميح المحجوبي يواصل مساره الفني إيمانا منه بالجانب الثقافي والفني والعلمي في مجالات الموسيقى ودور ذلك في رقي المجتمعات والشعوب والأمم نحتا للقيمة وتأصيلا للكيان.