فايرفوكس ينصب نفسه متصفحا صديقا للخصوصية

موزيلا تعد مستخدمي الإصدار الجديد من محرك بحثها الشهير بميزة تمكنهم من حذف بيانات جمعتها الشركة الأميركية للبرمجيات عنهم.

واشنطن – كشفت شركة موزيلا الأميركية للبرمجيات التي تطور برنامج تصفح الإنترنت الشهير فايرفوكس عن ميزة جديدة تعزز حماية خصوصية المستخدمين.
ووعد برنامج تصفح الإنترنت ذائع الصيت والمنافس بقوة لكروم من غوغل بالمزيد من سيطرة المستخدمين على بياناتهم استجابة لقانون حماية الخصوصية الجديد في كاليفورنيا. 
واصدرت كاليفورنيا قانونا جديدا قوبل بالترحاب من طرف منظمات عالمية دولية تنادي باحترام الخصوصية ;يمنح السكان الحق في معرفة بياناتهم الشخصية التي تجمعها شركات التكنولوجيا كما يعطي الأشخاص الحق في مطالبة الشركات بمسح هذه البيانات وعدم إعادة بيعها لجهات أخرى.
واكدت شركة موزيلا إن الميزة الجديدة لن تكون حكرا على سكان كاليفورنيا بل سيتم تعميمها لكل مستخدمي متصفح فايرفوكس في العالم أجمع.
 وذكرت شركة موزيلا في رسالة عبر الإنترنت إنه سيكون لدى مستخدمي الإصدار الجديد من فايرفوكس خيار حذف البيانات التي جمعتها الشركة عنهم، ومن المقرر طرح الإصدار الجديد من متصفح الإنترنت الثلاثاء.

فايرفوكس
استرجع ثقة المستخدمين بـ'كوانتام'

ورغم أن فايرفوكس لا يجمع البيانات الخاصة بمواقع الإنترنت التي يتم زيارتها أو عمليات البحث التي يجريها المستخدم، لكن موزيلا قالت إنه سيتيح للمستخدمين اختيار مسح البيانات التي تقول الشركة إنها تستخدمها لتحسين أداء البرنامج وتأمينه مثل عدد النوافذ التي يفتحها المستخدم أو المدة الزمنية التي يقضيها في تصفح أي موقع. 
وتراجع بريق فايرفوكس محرّك البحث الذي طوّرته شركة موزيلا غير الربحية للمرّة الأولى عام 2000 أمام محرّك البحث "كروم" المطور من طرف غوغل لتقديمه سرعة أكبر في الخدمات والمهام. 
ووواجه فايرفوكس أزمة ثقة مع المستخدمين بعد تراجع ادائه وهو ما دفع موزيلا لاطلاق نسخة جديدة منه حملت اسم "كوانتام".
وتراهن النسخة الجديدة من فايرفوكس على حماية الخصوصية وقد طورت ميزات تحجب متعقّبي الإعلانات، إلى جانب "صندوق" خاص يمكن تحميله لمنع منصات التواصل من مراقبة نشاطات المستخدم.
واسترجع فايرفوكس تدريجيا مع ما يقوم به من مجهودات للحفاظ على الخصوصية مكانته وأهميته ونال اعجاب الخبراء الأمنيين.
وقال كوبر كوينتين، الباحث في الشؤون الأمنية بمؤسسة "إلكترونيك فرونتيير" غير الربحية: "فايرفوكس نصب نفسه متصفحاً صديقاً للخصوصية".
 واستغل فايرفوكس انشغال محرك البحث كروم بالإعلانات في المقام الاول وعدم اهتمامه الكبير بتعزيز سياسات الخصوصية ليفرض نفسه بقوة على ساحة محركات البحث العالمية من جديد.
ويسجل عدد مستخدمي الإنترنت القلقين على خصوصيتهم وبياناتهم الشخصية ازديادا متسارعا.
ويقول خبراء ان العديد من شبكات الإنترنت ومحركات البحث اصبحت تعاني من مستويات متدنية من حيث من الأداء والخدمة، وأصبحت مزعجة، وتحولت في كثير من الاحيان إلى محيط غير آمن وأصبحت عبارة عن "تجارة" غير عادلة إذ يتنازل المستخدم عن خصوصيته إلكترونياً ليحصل في المقابل على خدمات غير متكافئة وإعلانات موجّهة.
ولا تكف مؤسسة "أون يور داتا" (امتلكوا بياناتكم) عن التنديد بانتهاكات قطاع يحقق أرباحا طائلة من التنقيب في البيانات الخاصة للمستخدمين من دون علمهم.
وفي ظل الانتقادات الواسعة من العالم أجمع على خلفية عدم توفير حماية كافية للبيانات، وعدت فيسبوك التي مرت بفضيحة كبرى شككت في مصداقيتها بترميز المحادثات عبر خدمتها مسنجر على غرار ما فعلته في تطبيق واتساب عبر تقنية التشفير التام بين الطرفين.
وشكلت شركة "كامبريدج أناليتيكا" في ربيع 2018 محور فضيحة كبرى عن استخدام بيانات فيسبوك للدفع باتجاه تقدم معسكر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية.
وأقر المدير في فيسبوك المسؤول عن شؤون الخصوصية في تطبيق مسنجر جاي ساليفان بأن حماية الخصوصية باتت "مطلبا أساسيا للمستخدمين".
كما راهن متصفح الإنترنت "برايف" على الخصوصية وأمن المستخدمين وذلك بسماحه لهم بحماية أنفسهم في وجه أساليب جمع البيانات الشخصية والإعلانات غير المرغوب فيها.
وتتيح شركة ناشئة تدعى "يورسيلف.أونلاي" للمستخدمين استعادة بياناتهم الشخصية التي بقيت عامة من دون موافقتهم.