فيسبوك يحتال على الأطفال من بوابة الألعاب

مستخدمون لمنصة التواصل العملاقة يرفعون دعوى قضائية جماعية ضدها لاستدراجها أطفالهم لإنفاق أموالهم على ألعاب مشهورة على الانترنت دون علمهم.

 واشنطن - يمر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بفترة حرجة ومصيرية ودقيقة بعد تعرضه لانتقادات كثيرة وفضائح أثرت على مصداقيته واشعاعه.
ويواجه فيسبوك دعوى قضائية جماعية تتهمه باستدراج الأطفال لإنفاق الأموال على ألعاب الإنترنت.
اتهم موقع "ريفيل" التابع لمركز التقارير الاستقصائية وهو منظمة إخبارية غير هادفة للربح في أميركا منصة التواصل الاجتماعية العملاقة باستهداف الأطفال في إطار جهودها لتحقيق إيرادات من ألعاب الإنترنت الشهيرة.
وكشفت دعوى قضائية جماعية أن شركة التواصل الاجتماعي حققت ملايين الدولارات من خلال الأطفال الذين يلعبون ألعاب فيسبوك، وينفقون أموال والديهم، لكنها لم تفعل الكثير لإصلاح المشكلة.
وأشارت الوثائق إلى أن فيسبوك شجعت أساليب "تسمح بالاحتيال" وهو ما يعني أن مطوري الألعاب  يستدرجون الأطفال لإنفاق الأموال على ألعابهم بطرق مخالفة للقانون.
وأنفق أطفال آلاف الدولارات دون علم منهم بعد النقر على ألعاب مثل "أنجري بيردس" و"وبيت فيل" و"نينجا" أو عند الحصول على المزيد من المزايا أو التحديثات.

فيسبوك
'احتيال ودي'

وأشارت الوثائق إلى أن أحد المراهقين من مستخدمي فيسبوك أنفق 6500 دولار خلال أسبوعين أثناء اللعب على الموقع وأن الشركة رفضت رد هذه الأموال لوالده وتكررت الحادثة العديد من المرات مع حالات مماثلة.
وعندما شاهد الآباء فواتير بطاقاتهم الائتمانية، وجدوا صعوبة في استرداد أموالهم من فيسبوك، واستنجدوا بالقضاء لاسترجاع أموالهم المسلوبة.
وأشار تقرير نشره موقع "ريفيل" أن هذه المعلومات جاءت في وثائق دعوى قضائية ضد المنصة المشهورة.
واعتمد التقرير على أكثر من 135 صفحة تم نشرها بما في ذلك مذكرات داخلية خاصة بالشركة الاميركية واستراتيجياتها السرية ورسائل البريد الإلكتروني لموظفيها. 
وكشفت الوثائق أن شبكة التواصل الشهيرة تجاهلت رسائل من موظفيها تحذر من أن هذه الأساليب تستدرج مستخدمين دون السن المسموح به والذين لا يعرفون أن بطاقات الائتمان الخاصة بهم او بأسرهم كانت مرتبطة بحساباتهم على موقع فيسبوك. 
ووصف أحد موظفي الشركة هذه الطريقة من جلب الأموال بأنها نوع من "الاحتيال الودّي".
وقال أحد الموظفين، والذي كان مسؤولاً عن مشروع لزيادة عائدات إحدى الألعاب: "كان الأسلوب المُتّبع لجني الأموال سيئاً جداً في بعض الألعاب، كالعاب النينجا، وحوض السمك، والأودية البرية".
وسارعت المنصة العملاقة والتي تمر بفترة حرجة للدفاع عن نفسها والتأكيد انها وافقت طوعا على نشر وثائق متعلقة بالقضية.
وقالت فيسبوك في بيان لها "نعمل مع الآباء والخبراء لتقديم أدوات للعائلات من أجل تصفح فيسبوك بأمان، وكجزء من هذا العمل، نراجع بشكل دوري ممارساتنا، وفي عام 2016 اتفقنا على تحديث شروطنا وتوفير موارد مخصصة لطلبات استرداد الأموال المتعلقة بمشتريات تم اقتنائها بواسطة الأطفال القصر".
وأضافت المجموعة المتصدرة لوسائل التواصل الاجتماعي رغم اللغط المثار حولها إنها وضعت فريقاً من موظفيها لإيجاد سياسة تطلب من الأطفال إعادة إدخال بعض تفاصيل البطاقة قبل أن يتمكّنوا من شراء العناصر داخل اللعبة لإثبات أنهم حصلوا على إذن والديهم، ولكن لم يتم تنفيذ هذه الميزة على أرض الواقع.
وتتعرض فيسبوك لعاصفة من الانتقادات من مختلف الأصعدة وتتهمها أطراف عديدة بعدم حماية الخصوصية وتحول منصتها الى واجهة لنشر العنف والتطرف ومشاعر الكراهية واستغلال البيانات الشخصية لجني الأموال من خلال الإعلانات.
وانهالت التساؤلات والمخاوف بشأن الخصوصية على فيسبوك منذ اعتراف الموقع بأن معلومات عن ملايين المستخدمين وصلت بشكل خاطئ لأيدي شركة استشارات سياسية هي كمبردج أناليتيكا التي كانت حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانتخابية من بين عملائها.
ووصفها خبراء بأكبر عملية سرقة للبيانات في التاريخ.
وتتهم هذه المجموعة البريطانية بأنها جمعت البيانات الخاصة لملايين المستخدمين واستغلتها من دون علمهم لأغراض سياسية عبر تطبيق للاختبارات النفسية يتم النفاذ إليه، كما هي الحال مع تطبيقات أخرى، عبر شبكة فيسبوك.
وبعد فضيحة "كامبريدج أناليتيكا"، اعتمدت المجموعة برنامج علاوات للمستخدمين الذين يبلغونها بتطبيقات يشتبه في أنها تستغّل البيانات الشخصية.
وقد اتهمت فيسبوك بالاستخفاف بمسألة حماية البيانات الشخصية بعد تكشف هذه الفضيحة. واعتذر مديرها التنفيذي ومؤسسها مارك زاكربرع في عدة مناسبات، خصوصا أمام الكونغرس الأميركي في نيسان/أبريل.
أظهرت دراسة أميركية حديثة ان فضيحة اختراق البيانات في فيسبوك لا تزال في اوج عصفها بشعبية الموقع حتى بعد اعتذارات علنية كررها مؤسس الموقع مارك زاكربرغ وإجراءات جديدة للحيلولة تكرار التلاعب بالمعطيات الشخصية.
وفيما يبدو ان تطمينات زاكربرغ هدأت روع المستثمرين مع ارتفاع اسهم الشركة، لا يبدو الحال كذالك بين المستخدمين الأميركيين.
ووفقا للدراسة أجرتها مؤسسة الأبحاث التقنية فأن واحدا من كل 10 أميركيين قام بإلغاء حسابه على المنصة بعد فضيحة كامبريدج أناليتيكا.
وتتعرض فيسبوك لانتقادات لاذعة من اطراف عدة ولا تشذ سيليكون فالي عن هذا الخط، مع ان قطاع التكنولوجيا برمته تقريبا يزدهر بفضل الكنز الذي تمثله البيانات الشخصية عبر الانترنت.
اتسع نطاق المخاوف حول مدى احترام موقع فيسبوك لخصوصية البيانات ليشمل المعلومات التي يجمعها الموقع عن غير المستخدمين له. 
أتي ذلك بعد أن قال مارك زوكربرغ إن أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم تتعقب وتجمع بيانات مستخدمي الانترنت سواء كانت لهم حسابات لهم على الفيسبوك أم لا.
واعترض مشرعون ومدافعون عن الخصوصية على الفور على تلك الممارسة، وقال كثير منهم إن على فيسبوك تطوير طريقة يعرف بها من لا يستخدام الموقع ماذا يعرف الموقع عنه.
وقال لوغان وهو من الحزب الديمقراطي لزوكربرغ "علينا أن نصلح ذلك".
ودعا للكشف عن الأمر وهي خطوة سيكون لها تأثيرات على قدرة الشركة على إرسال إعلانات موجهة.