قانون الغاب لا يفارق 'الهيبة الحصاد'

الجزء الثالث من المسلسل اللبناني "الهيبة" ما يزال يروج لثقافة العنف والسلاح والمخدرات، ويقدم المرأة في صورة سلبية.

بيروت - يواصل الممثل السوري تيم حسن لعب دور الرجل المارق عن القانون والضالع في عالم المخدرات والسلاح في الجزء الثالث من المسلسل اللبناني "الهيبة".
ويلعب تيم حسن الذي تعود على أدوار البطولة منذ فترة شبابه شخصية "جبل شيخ الجبل" الرجل المتسلط وصاحب النفوذ القوي والمؤمن بقانون الغاب.
ويرى نقاد أن مسلسل "الهيبة" يصر على تصدير نماذج سيئة، ويرسخ ثقافة السلاح والعنف كما أنه يهين المرأة.
واعتبر متابعون أن المسلسل بأجزائه الثلاثة يمجد العنف ويعزز ظاهرة انتشار فوضى السلاح ويروج للقتل والثأر وإدمان الحشيش كما أنه يضع المرأة في صورة قاتمة وسلبية.
واعتبروا أنه يقدم نماذج مهينة وسيئة للمرأة، الخاضعة لـ"قوانين" شيخ الجبل أو المتسلطة والمتحكمة في مصير المحيطين بها.

 فـ"عليا" الشخصية التي أدتها نادين نجيم بطلة الجزء الأول من "الهيبة" مولودة في كندا وتعمل في مؤسسة عريقة ومثقفة وجميلة لكنها خضعت لشيخ الجبل وتنازلت عن حقوقها من أجله.
و"سمية" الشخصية الثانية التي أدتها الممثلة نيكول سابا في "الهيبة العودة" شعارها الانتقام من كل من يخالفها الرأي.
وفي الجزء الجديد من المسلسل الذي فاز بنسبة مشاهدة عالية في لبنان والوطن العربي رغم ما يواجهه من انتقادات تلعب سيرين عبدالنور دور إعلامية ترافق وتلازم الشخصية المحورية.  
و"نور رحمة" إعلامية متفوقة في عملها، لكن نجاحها يرتبط بعلاقتها بمسؤول عريق في لبنان، يكبرها في السن كثيرا، ومتزوج ولديه عائلة، وهي تتستر عن فساده وجبروته.
وتتعرض الإعلامية الشابة للضرب والإهانة لكنها في المقابل تخرج الى العلن وتطالب بحقوق الناس وباحترام المرأة وهو ما اعتبره نقاد اهانة لكرامة المرأة ولدور الإعلام وسلطته الرابعة.
وتدخل "نور" رحمة في علاقة عاطفية متشعبة ومعقدة مع "جبل" البارع في القتل وتجارة السلاح وإلحاق الأذى بغيره.  
وتلعب منى واصف دور الأم القوية والمتسلطة والمتجبرة والتي تعامل كل من يقترب من أسرتها بقسوة.
ويرى متابعون ان الهيبة يروج للأم القاسية وصعبة المراس التي تهتم فقط بمصلحتها.
وتشارك منى واصف الفنانة السورية المعروفة في العالم العربي بأدوارها المختلفة والمتنوعة واجادتها للغة العربية الفصحى وبراعتها في الاداء في الأجزاء الثلاثة من "الهيبة".
وتتباين الاراء حول مشاركتها في المسلسل اللبناني، حيث اعتبر نقاد انه لم ينصفها ولم يبرز قدراتها التمثيلية الاستثنائية، في حين أشاد صناع العمل بدورها ومشاركتها.
ومنى واصف تعد أحد أبرز وأشهر الفنانات في سوريا والوطن العربي، وشاركت في 200 عمل فني في السينما والتلفزيون، وتعددت أعمالها في كافة دول الوطن العربي.
وهي حاصلة على العديد من الجوائز والتكريمات من بينها وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة وأفضل ممثلة عربية في مهرجان بلبنان.
ورغم الثقل الفني للنجمة السورية وتاريخها السينمائي والتلفزي الناجح والحافل بالتتويجات الا انها لاقت انتقادات كثيرة من رواد مواقع التواصل الذين اعتبروا ان ظهورها المتكرر في أدوار صغيرة وعادية لا يليق برصيدها الفني الكبير.
ويشهد الجزء الثالث من المسلسل ويحمل اسم "الهيبة - الحصاد" بقاء منى واصف وروزينا لاذقاني التي تؤدي شخصية شقيقة "جبل"، وعودة اللبناني عبدو شاهين بدور "شاهين" الذي أصيب بطلق ناري في الحلقة الأخيرة من الجزء الأول. 

وتدور معظم أحداث الجزء الثالث في العاصمة اللبنانية بيروت، ولن تكون محصورة فقط في قرية "الهيبة" التي شهدت أحداث الجزأين الأول والثاني.
واستمر المؤلف باسم السلكا في كتابة للعمل وسامر البرقاوي في اخراجه.
وكان الجزء الثاني من "الهيبة" أثار جدلاً كبيراً في رمضان 2018، خصوصاً بعد أن دعت شخصيات لبنانية لإيقاف عرضه، وقيام 22 محامياً لبنانياً بتقديم ادعاء أمام النيابة العامة مطالبين بالتحقيق مع الطاقم المسؤول عن المسلسل، بتهم "النيل من هيبة الدولة"، و"إضعاف الشعور القومي"، والتشهير بسمعة منطقة بعلبك والهرمل، وتقديمها ضمن قالب إجرامي خارج عن القانون.
ونقلت وسائل اعلام لبنانية احتجاج أهالي بعلبك على "الهيبة -العودة" وامتعاضهم من مشاهد العنف والمعارك والقتل في شهر الصيام، وإهانة منطقتهم الضاربة في عمق التاريخ والمعروفة بأصالتها وعراقتها.

وطالب ناشطون بوقف عرض العمل بسبب إساءته "لمدينة بعلبك التاريخية والاثرية وتصويرها كمرتع للخارجين عن القانون".
وتمت احالة صادق الصبّاح منتج ومخرج المسلسل الى المباحث الجنائية المركزية اللبنانية للتحقيق معه في تهمة الاساءة الى بعلبك. 
و"الهيبة" غير مقتبس من اي عمل عالمي على عكس مسلسلات لبنانية سابقة مثل "تشيللو" و"نص يوم"، ويدخل في تفاصيل المجتمع اللبناني.
واعتبر صناع العمل الدرامي الرمضاني ان مقدمته الدعائية تركز على كونه من وحي الخيال ولا يعبر عن الواقع.
وقال صادق المنتج الصباح: "أحداث العمل وشخصياته ومكانه وزمانه من نسج الخيال ولا ترتبط بالواقع".