كسر الحدود بين ماسنجر وواتساب وإنستغرام يثير المخاوف

فيسبوك تنطلق في دمج خدمات المراسلة التابعة للتطبيقات المملوكة لها لاسترداد شعبيتها لا سيما في صفوف الأصغر سنا، وخبراء يحذرون من اضعاف خاصية التشفير الكامل على واتساب.

واشنطن - سارعت شركة فيسبوك إلى إضفاء ميزة ثورية جديدة تسمح بدمج خدمات المراسلة التابعة للتطبيقات المملوكة لها ماسنجر وواتساب وإنستغرام.
ومن المتوقع أن تطرح الميزة الجديدة للجميع بحلول نهاية عام 2019 أو أوائل العام المقبل.
ويواجه فيسبوك تحقيقات وانتقادات بخصوص طريقة التعامل مع بيانات المستخدمين، واتهامات له باختراق خصوصية المستخدمين على ضوء قضية كامبريدج أناليتيكا التي كشفت عن طريق تحقيق بريطاني اختراق البيانات الشخصية لملايين المستخدمين.

فيسبوك
انتقال بين التطبيقات بسهولة

كما شهدت فيسبوك خلال الأشهر الأخيرة ثغرات أمنية خطيرة أثرت على سرية وأمن بيانات المستخدمين.
واكتشفت الشركة العملاقة مؤخرا ثغرة أمنية أثرت على نحو 50 مليون حساب لديها.
وستبقى كل من ماسنجر وإنستغرام وواتساب تطبيقات منفصلة على الشاشة الرئيسية وقائمة بذاتها ولكن سيتم توحيد ميزات المراسلة فيما بينها.
وستصبح التطبيقات المشهورة والمتمتعة بشعبية كبيرة لا سيما في أوساط الشباب والمراهقين مجموعة متشابكة ومتماسكة يصعب تفكيكها او اختراقها بسهولة.
وسيكون بامكان مستخدم واتساب على سبيل المثال مراسلة مستخدمي إنستغرام أو ماسنجر مباشرة، دون الحاجة لتحميل تلك التطبيقات، وهو أمر لا يمكن فعله حالياً.
وبحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، ستبقى التطبيقات الثلاثة مستقلة، لكن عملية كسر الحدود بين المنصات المشهورة ستسمح للرسائل في أن تنتقل بين التطبيقات بسهولة.
وستساهم الميزة الجديدة في تبسيط عمل فيسبوك، حيث لن يضطر التطبيق بعد الآن إلى تحديث إصدارات منافسة لإنستغرام أو واتساب.
كما ستعزز وتدعم الاعلانات.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرغ يخطط لتوحيد البنية التحتية لتطبيقات التراسل التي تملكها الشركة، وجعلها آمنة تمامًا من خلال اعتماد تقنية التشفير الكامل.
وقال فيسبوك في بيان صدر عنه "نريد أن نبني أفضل المنتجات التي تجعل عملية تبادل الرسائل ناجعة، نحن نعمل على تشفير الاتصالات وتسهيلها بين أفراد العائلات والأصدقاء".
وأضاف البيان "الناس يريدون أن تكون الرسائل سريعة وبسيطة وموثوقة وخاصة".
ويحاول مارك زوكربرغ تنفيذ هذه الخطة المتكاملة لزيادة الوقت الذي يقضيه جميع المستخدمين على هذه التطبيقات، وجعل تجربتهم أكثر فائدة ومتعة.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عن مسؤولين في فيسبوك قولهم إن العملية طويلة الأمد وما زالت في بدايتها.
وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن عملية الدمج هي مشروع شخصي لمؤسس فيسبوك.
يشير موقع مشابل المعني بشؤون التقنية، إلى أن لدى فيسبوك مصلحة تجارية لربط هذه المنصات ببعضها، فشعبية الموقع تقلصت خاصة بين المستخدمين الأصغر سنا، ولكن إنستغرام لا تزال شبكة اجتماعية مزدهرة، وواتساب يواصل نموه، ومن خلال ربط جميع تلك الخدمات ستملك فيسبوك قدرة أفضل في الوصول والتحليل وتوجيه الإعلانات إلى كامل جمهورها في وقت واحد.
وتثير التقنية الجديدة رغم ما تتمتع به من مزايا وفوائد قلق بعض الخبراء من إمكانية مشاركة البيانات وبالتالي معرفة المزيد عن بيانات المستخدمين مثل أرقام هواتفهم وعناوين بريدهم الإلكتروني.
كما تثير الخطوة الجديدة تساؤلات لدى المستخدمين  فإذا كان مستخدم واتساب لا يملك حساب فيسبوك فهل ستنكشف هويته الحقيقية تلقائيا لدى شركة فيسبوك؟.
ويدق متابعون ناقوس الخطر حول مستقبل واتساب الذي ظل بمنأى عن فضائح الخصوصية والبيانات التي لاحقت الموقع الاول المتصدر في عالم التواصل الاجتماعي.
وبحسب موقع "فوربس"، فإن المستخدمين قد لا ينعمون بهذه الطمأنينة مستقبلا، بعدما ظلوا يستفيدون من خاصية التشفير الكامل على واتساب في الفترة الماضية.
ويضيف المصدر أنه في حال انتهت ميزة التشفير التي كانت تسمح بدرجة عالية من الخصوصية والأمان، فإن مستقبل واتساب سيصبح على المحك، نظرا إلى حساسية الصور والمعلومات التي يتقاسمها الناس مع بعضهم البعض في التطبيق.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن هذه عمليات الدمج الجديدة سببت خلافات على مستوى الإدارة أدت لرحيل مؤسسي واتسآب وإنستغرام العام الماضي.
وكان براين اكتون احد مؤسسي تطبيق واتساب دعا الى مغادرة شبكة التواصل الاجتماعي.
 وقال اكتون الذي يعمل الان لحساب شركة "سيغنال"، "حان الوقت للاهتمام بالخصوصية".
وقد باع براين كاتون الذي تقدر ثروته باكثر من خمسة مليارات دولار تطبيق واتساب في العام 2014 الى. فيسبوك بسعر 19 مليار دولار.

فيسبوك
'حان الوقت للاهتمام بالخصوصية'

وأثارت الخطوة الجديدة استياء أعضاء في الكونغرس الأميركي.
 وكان العضو الديمقراطي في كاليفورنيا رو خانا من أوائل من انتقدها، وقال في تغريدة على تويتر "كان يجب أن يكون هناك تمحيص أكثر خلال عمليات استحواذ فيسبوك على إنستغرام وواتساب".
وأضاف "تخيل كيف كان العالم سيبدو مختلفا لو كان على فيسبوك التنافس مع إنستغرام وواتساب، هذا من شأنه تشجيع المنافسة الحقيقية التي كانت ستعزز الخصوصية وتفيد المستخدمين".
وقال السيناتور الديمقراطي رون وايدن "لدي الكثير من الأسئلة حول الكيفية التي تنوي فيها فيسبوك دمج هذه الخدمات، وإذا فعلت أي شيء لإضعاف أمن وتشفير واتساب، فإن ذلك يمثل ضربة قوية لأمن ملايين الناس حول العالم".
ويرى الكثير من الخبراء ان المشاكل المتعلقة بالخصوصية وسرية البيانات لا تقتصر على فيسبوك.
وقالت منظمة "ذي سنتر فور هيوماين تكنولوجي" التي اسستها شخصيات سابقة في عالم التكنولوجيا "منصات التواصل برمتها قابلة للتلاعب بها".
وقال الخبير في المجموعات التكنولوجية روب اندرله "أكثر ما يهمهم هم المعلنون والمستخدم هو مجرد عبد رقمي. التركيز اليوم على فيسبوك لكن قد يحصل الشيء نفسه مع غوغل وتويتر وآبل حتى".