'كلبش' يحجز مكانا هاما على خارطة الدراما البوليسية

الجزء الثالث من المسلسل المصري للنجم أمير كرارة يركز على تحول أشخاص يغامرون بحياتهم لمواجهة التنظيمات المتطرفة إلى ضحايا.

القاهرة - يواصل المسلسل المصري للنجم أمير كرارة "كلبش" في جزئه الثالث محاربة التنظيمات المتطرفة والإرهابية والانتفاض على الظلم والشر.
 وقدم أمير كرارة أكثر من 22 عملا دراميا، و7 أعمال سينمائية، واقتنص دور البطولة في مسلسلات "أنا عشقت"، و"حواري بوخارست"، و"الطبال"، و"كلبش" الذي مثل له نقلة نوعية في مسيرته الفنية وجعله يرتقي الى نجوم الصف الأول في رمضان.
و"كلبش 3" تأليف باهر دويدار، إخراج بيتر ميمى، إنتاج شركة سينرجى، وبطولة أمير كرارة، أحمد عبدالعزيز، هشام سليم، يسرا اللوزي، هالة فاخر، أحمد العوضي، عمر الشناوي، إسلام جمال، أميرة العايدي، أحمد إمام، محمد علي رزق، أماني كمال.
ويدور الجزء الثالث من المسلسل المصري حول ضابط شرطة يجري استغلاله لتحقيق أهداف تخريبية لصالح جهات أجنبية غير معروفة بمساعدة رجل أعمال.
ويتسبب رجل الأعمال الشهير والمعروف بنشاطاته المشبوهة في إصابة نجل ضابط الشرطة بفيروس غامض ويقوم بمساومته ويطلب منه الاستقالة من وزارة الداخلية وتأسيس شركة أمن خاصة مقابل توفير العلاج اللازم لابنه.

يدخل الطرفان في دوامة من الصراع وخلافات كبيرة بين الجهات الداعمة لرجل الأعمال الثري وصاحب النفوذ ووزارة الداخلية صاحبة السيادة والمنشغلة بتنفيذ القانون.
ويخرج الجزء الثالث من المسلسل المصري "كلبش" من إطار مواجهة الإرهاب في الداخل إلى التعامل معه على المستوى الدولي.
ويركز الجزء الثالث على إمكانية تحول الأشخاص الذين يغامرون بحياتهم لمواجهة التنظيمات المتطرفة إلى ضحايا يجري استغلالهم من خلال اختراق حياتهم الشخصية.
ونرى نماذج لشخصيات كثيرة خارجة على القانون، تبدو في ظاهرها عناصر صالحة، بينما هي في واقع الحال منافقة.
ويجسد طارق النهري شخصية "محامي الشيطان"، الذي يرسم ويخطط ويلفق التهم ويؤمن كل الثغرات القانونية من اجل الحصول على المال.
وتبرز شخصية الحاج التقي الورع، الذي يتستر بالفضيلة كغطاء واق يجعله بمنأى عن الشبهات، وهو دور يقوم به الفنان أحمد صيام.
وبدأ العمل الدرامي الرمضاني "كلبش" في الجزء الأول بمواجهة الجريمة الجنائية.

 ولعب كرارة دور "سليم الأنصاري" في الجزء الاول وكان مثالًا يحتذى به في الخلق والأخلاق، فهو الصارم في شغله، والعين الساهرة التي لا تنام لفرض الأمن في المنطقة الخاضعة لسلطته، وهو المتحرّي والمفتش الدقيق والنبيه، الذي استطاع بعد أشهر من الهروب والتخفي المتواصل تبرئة نفسه من تهمة قتل أحد الموقوفين تحت التعذيب، بعد أن أوقعه خلاف داخلي مع أحد أمناء الشرطة العاملين معه في ذلك.
وانتقل الجزء الثاني من المسلسل إلى مجابهة التنظيمات الإرهابية بالداخل.
وتطورت أحداث المسلسل في الجزء الثاني من كلبش بعد قتل أهل سليم الانصاري وإصابته نتيجة المشاركة في عملية مداهمة وكر إرهابي، والقبض على عُنصر إرهابي بارز في محافظة الفيوم.
ثم سعى المسلسل في الجزء الثالث الى ايقاف خطر تنظيمات ارهابية لها أذرع ونشاطات في الخارج.
وقال أمير كرارة بطل "كلبش"، إن العمل لا يتعرض لمواجهة الإرهاب بشكل مباشر، لكن مجابهة التنظيمات المتطرفة تأتي ضمن الحبكة الدرامية المقدمة.
ولم يكن للدراما البوليسية موقع من الإعراب على الخريطة الرمضانية منذ عدة أعوام، وكانت تقتصر على مشاهد متفرقة طيلة حلقات عديدة.
 

وتمكن "كلبش" من حجز مكانة هامة له على خارطة الدراما البوليسية.
ويعتبر نقاد ان الكتابة البوليسية لها خصوصية وتحتاج مهارة وقدرة كبيرة على البحث والتقصي والخبرة.
ويميل الجزء الثالث من المسلسل لتقديم الجانب الإنساني أكثر مع وجود عديد من الخطوط الدرامية.
وتمكن "كلبش" بأجزائه الثلاثة من كسب الرهان ونجح في تقديم الوجه الآخر لضابط الشرطة كإنسان يحس ويتألم ويعاني ويقع تحت طائلة القانون ظالماً أو مظلوماً.
وانفرد العمل بتصوير ضابط الأمن في شخصية الإنسان "غير المعصوم عن الأخطاء" مثلما تصوره أغلب الأعمال الدرامية حتى تحول بعضها إلى دعاية مفضوحة وغير منطقية لأجهزة السلطة والسيادة.
وسليم الأنصاري رجل يحمل ثقافة الانضباط بحكم تكوينه ونشأته ودراسته، ويحاول تطبيق القانون، ولا يتهاون مع الخارجين عليه، فيصطدم بعناصر أمنية أخرى لها ميول انحرافية، كأمين الشرطة القاتل والمبتز، فتكون النتيجة أن يقع هو شخصياً فريسة في يد من لا يرحم.
ويواصل أمير كرارة التشبث بأعمال الحركة والاكشن ويستعد لعرض فيلمه "كازابلانكا" خلال عيد الفطر مما يؤكد ان نجاح "كلبش" انتقل إلى السينما.
 ورغم نجاح المسلسل المصري في أجزائه الثلاثة في شد انتباه المشاهد الا انه لم يخلو من انتقادات.
وهاجم نقاد منسوب العنف الكبير في أغلب مشاهد المسلسل الرمضاني.
كما اعتبر عضو البرلمان المصري عن محافظة الفيوم، يوسف الشاذلي أن الجزء الثاني من "كلبش" أهان أهل الفيوم وصور المحافظة كحاضنة للإرهاب ووكر للمتطرفين".
وأفاد الشاذلي بأن المسلسل "تعمد الإساءة لأهالي محافظة الفيوم، التي قدمت العديد من الشهداء فداءً للوطن"، مؤكداً أن أحداثه أبعد ما تكون عن واقع الفيوم، كون مواطنيها وقفوا إلى جانب بلدهم في العديد من التحديات التي واجهت مصر خلال الفترات الأخيرة.