لا صحة لخبر الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة في السعودية

الهيئة العامة للترفيه بالسعودية تنفي تقديمها أي ترخيص لفعالية الاحتفال برأس السنة الميلادية في مركز ملهم بالعاصمة الرياض.

الرياض - نفت الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية إصدارها أي ترخيص لفعالية الاحتفال برأس السنة الميلادية في مركز ملهم بالعاصمة الرياض.
وقالت الهيئة عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر في بيان لها "تود الهيئة العامة لترفيه الإشارة إلى أنها لم ترخص لفعالية الاحتفال برأس السنة الميلادية في مركز ملهم بمحافظة حريملاء بمنطقة الرياض، والتي جرى تداول إعلانها مؤخرا في منصات التواصل الاجتماعي".
وانتشرت العديد من التساؤلات في أوساط رواد مواقع التواصل الاجتماعي وفي صفوف السعوديين حول احتفالية المملكة برأس السنة الميلادية 2020 قبل صدور البيان الرسمي.
وكان حساب مختص بتنظيم الفعاليات الفنية والترفيهية في السعودية قام بنشر جدول للفعاليات التي سوف تقام في الرياض من أجل الاحتفال بقدوم السنة الجديدة، وهو ما فجر زوبعة من الجدل وأثار علامات الاستغراب والدهشة في السعودية وفي الوطن العربي بأكمله، كون المملكة لا تحتفل بهذه المناسبة، وكون كبار العلماء في السعودية قد أصدروا العديد من الفتاوى التي تحرم الاحتفال بها.

وكان حساب كاليندر طرح تذاكر حفلات لرأس السنة، وقد تم حجزها من قبل سعوديين.
وكان صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء السعودية أكدّ في العديد من الفتاوى المنشورة إعلاميا أن المشاركة في احتفالات رأس السنة الميلادية حرام شرعا، ونعتها بـ"البدعة الشرعية".
وقال "لا أصل لمثل هذه الاحتفالات، وهو يوم كبقية أيام السنة، ولا يحتفل فيه، سواء كان الاحتفال عادة اجتماعية أو دينية".
إستبعد مراقبون إقدام المملكة على تلك الخطوة بشكل رسمي لأن عملية النقل المفاجئ من مجتمع محافظ إلى مجتمع فيه كل شىء متاح قد تكون له آثار سلبية، وشددوا أن التحول والانفتاح ليس ترفيها فقط، وأن الاحتفال موجود منذ سنوات ولكن بشكل شخصي.
وقالت سهيلة زين العابدين عضو الجمعية الوطنية السعودية لحقوق الإنسان أن الأمر يحتاج إلى تدرج وليس بصفة مفاجئة وجذرية.
وأضافت "لا أعتقد أن المواطن السعودي يمكن ان يتقبل بسهولة الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة رغم أن الكثير من البلدان العربية تحتفل بها، لكن المملكة لها وضع خاص".
وللسعودية مكانة دينية رائدة في العالم الإسلامي ولها قداسة في وجدان المسلمين الذين يتقاطرون عليها من جميع أنحاء العالم أثناء مناسك الحج لأداء فريضة وركن من أركان الإسلام.
وتخطو المملكة المحافظة نحو انفتاح اجتماعي يواكب الحداثة والتطور لكنه لا يمس بجوهر الإسلام والدين وهي تحرص على احترام كافة الأديان وترفض المساس بها او التعدي عليها.

وتدعو المملكة باستمرار إلى عدم رفض الآخر لمجرد اختلاف الدين وتؤكد على مد اليد لجميع الأديان السماوية وعلى نبذ الخلافات والتناحر بين جميع المذاهب. 
وشهدت السعودية منذ تولي الأمير الشاب محمد بن سلمان منصبه وليا للعهد سلسلة من الفعاليات الموسيقية والترفيهية غير المسبوقة، وبينها اقامة حفلات لفرق ومغنين غربيين.
أعلنت السعودية انها ستستثمر 240 مليار ريال (نحو 64 مليار دولار) في قطاع الترفيه في السنوات العشر المقبلة، على ان يتم جمع هذه الأموال من الحكومة والقطاع الخاص.
وقالت الهيئة العامة للترفيه الحكومية في مؤتمر صحافي في الرياض ان من بين المشاريع المرتبطة بقطاع الترفيه بناء دار للاوبرا.
وفي 2017، نظمت هيئة الترفيه "أكثر من 2000 فعالية شارك فيها أكثر من 100 ألف متطوع" .
وتزامنت هذه الفعاليات مع خطوات تعبر عن انفتاح اجتماعي متسارع في المملكة المحافظة، وبينها السماح للمرأة بقيادة السيارة، واعادة فتح دور السينما.
والمملكة التي تعد 32.5 مليون نسمة وظلت مغلقة فترة طويلة، بدأت بمنح تأشيرات سياحية في مسعى الى اجتذاب 30 مليون سائح سنويا بحلول سنة 2030، اي قرابة ضعفي العدد الراهن.
وتدخل السعودية غمار المنافسة على استقطاب السياح في المنطقة مع دول أكثر تقدما منها في هذه المجال، وبينها الإمارات التي تستضيف ملايين السياح سنويا، وعمان المجاورة.
وتخوض المملكة هذه المنافسة متسلحة بالمناطق التاريخية فيها، وبالفعاليات المتنوعة، وبالمناطق الترفيهية الضخمة التي تنوي تشييدها.