ما مصير 'شورب' أسطورة الستينات في تونس؟

تعليق عرض الجزء الثاني من مسلسل سلط الضوء على أشهر منحرف في تاريخ تونس بسبب دعوى قضائية تطالب بايقافه.

تونس - فوجئ التونسيون بعدم بث أولى حلقات الجزء الثاني من "علي شورب" المسلسل المثير للجدل والمرتقب بشدة في صفوفهم، وذلك على خلفية رفع قضية تطالب بعدم بثه.
ولا يزال مصير العمل الرمضاني الجديد غامضا في انتظار البت في شأنه قضائيا.
وتصدر "علي شورب" على قناة "التاسعة" الخاصة قائمة المسلسلات الأكثر متابعة في شهر رمضان الماضي.
واحتل المسلسل المثير للجدل المرتبة الأولى بنسبة مشاهدة قدرت بـ24.9 بالمائة تلاه مسلسل "تاج الحاضرة" الذي عرض على قناة "الحوار التونسي" بنسبة 22.9 بالمائة.
والمسلسل من بطولة لطفي العبدلي الذي برع في السينما والمسرح وتألق في السنوات الأخيرة في التلفزيون ودليلة مفتاحي وجمال المداني وفريال يوسف وليلى بن خليفة وعدد من الوجوه الفنية المعروفة في تونس. 

ومزجت قصة المسلسل بين الواقع والتاريخ والخيال.
ورغم الجدل الحاصل حول المسلسل فإنه تناول قضايا هامة مثل الطبقية والفوارق الاجتماعية والفقر والتهميش والفساد الإداري.
وبررت "التاسعة" عدم بث أولى حلقات المسلسل المقتبس من قصة واقعية لأخطر مجرم في تاريخ تونس بأنها لم تنهِ بعد تصوير جميع حلقاته، قبل أن يتضح أن دعوى قضائية حالت دون بثه.
وأكد كاتب سيناريو الجزء الأول من "علي شورب" رياض النفوسي، أنه "تم تشويه عمله والاستيلاء عليه"، مشيرًا إلى أنه قدم قضايا عدلية لمنع تصويره وعدم بثّه.
وأضاف في تصريح إعلامي أنه وقع مؤخرًا اتفاقًا مع قناة "التاسعة" لكتابة الجزء الثاني من المسلسل، لكن تم التحايل عليه، واستبداله بالمخرج الحالي للمسلسل الذي كتب النص وأخرج العمل.
وأثار العمل الرمضاني الذي عرض سيرة مجرم أثار الذعر والفزع في صفوف التونسيين اثر فترة الاستعمار الفرنسي جدلا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام المحلية.
ولقبت وسائل الاعلام في السابق علي شورب بأسطورة الستينات لقدرته الكبيرة على هزيمة أقوى الرجال وإدخاله الرعب في صفوف التونسيين ودخوله السجن اكثر من 1500 مرة لكنه في المقابل كان يحب والدته ويحترمها ويهابها ويخشى غضبها ويطيعها طاعة عمياء.
وكتبت صحيفة تونسية "علي شورّب الأسطورة الذي هزم كل الرّجال.. وهاب امرأة واحدة"..
وتحولت قصة "الباندي" وهو لفظ يطلق على المنحرف في تونس الى "قدوة ورمز" في صفوف بعض الشباب في تونس حتى ان مراهقين عمدوا في مناطق مترفقة من تونس العاصمة الى تقليد طريقة كلامه ومشيته وعاثوا فسادا في الاحياء التي يقطنونها واعترفوا اثر القبض عليهم انهم ينسجون على منوال "اسطورة الستينات" المعروف بمناصرته للمظلوم رغم بطشه الشديد.
ونالت فكرة عرض سيرة المجرم، الذي تحوّل لدى البعض إلى قدوة، استحسان شق واسع من التونسين، فيما عارض جزء آخر عرض المسلسل داعيا إلى "عدم تحويل المجرمين إلى رموز يتم الاحتفاء بهم".
وطالب نقاد صناع الدراما الرمضانية بتسليط الضوء على رموز تونس من شخصيات وطنية وتاريخية وليس على "باندية" في حين اعتبر البعض الاخر أن العمل الفني يتجاوز الأحكام الأخلاقية ولا تجوز محاكمته إلا فنيا.