ملتقى ترهونة.. لا تستخفوا بعقولنا فلا زلنا ندرك رغم المحن

أية سخرية هذه التي تتوقع حل الميليشيات الليبية وتسليم سلاحها خلال ثلاثة أيام.

ندرك ان حجم المؤامرة على الوطن والأمة جد كبير وكارثي ومن الصعب على شريحة معينة من الشعب تحمله، ربما المهادنة لفترة من الزمن مقبولة الى ان تمر العاصفة، ولكن ان يستمر الخنوع وقد تغيرت الامور من سيء الى اسوأ وبسرعة مذهلة فذاك ما لا يمكننا السكوت عنه.

مشايخ واعيان ليبيا.. اجتماعاتكم العديدة لم تفد، ملتقاكم في الزاوية تحت راية الامم المتحدة وبحضور الرئاسي ومندوبين عن ميليشياته زادهم في التجبر بسطة، فكان المشروع الاقتصادي الاصلاحي من قبل ثالوث الفساد والعمالة والقتل (الرئاسي-مجلس الدولة-البنك المركزي) الذي ان طبق سيجعل حياة المواطن جحيما لا يطاق.

الطلب الى المجلس الرئاسي باستصدار قرار بحل ميليشياته خلال مدة ثلاثة ايام يدعو الى السخرية، كيف لجسم يرعى الارهاب منذ مجيئه ان يقوم بحل او لنقل بقطع اذرعه التي كان لها الفضل في انتقاله من قاعدة ابي ستة الى رئاسة مجلس الوزراء في طريق السكة وطرد ميلشيات الخصم، وأصبح يسيطر بفعلها على كامل تراب العاصمة وضواحيها. لو كان الرئاسي جادا في الاصلاح لذهب منذ تكوينه الى شرق البلاد حيث يخوض الجيش اشرس معاركه ضد الارهابيين وكان سندا له وعمل على نيل الثقة من البرلمان واعتقد انه كان سينالها ولكنه ذهب الى حيث الميليشيات ما يثبت انه لم يكن مجلسا للإصلاح بل لشق الصف الوطني والتدخل الخارجي، وتصفية الجيش الوطني الذي فقد الكثير من منتسبيه بفعل الارهابيين الذي كانوا يسيطرون على بنغازي.

اللواء السابع الذي اعلنتم دعمكم غير المحدود واللامشروط له كان من ضمن ميلشيات الرئاسي لغاية في نفس يعقوب، وعندما تحققت تلك الغاية قام الرئاسي بحله، واليوم يعتبره احدى الميليشيات الخارجة عن سلطته (سلطة الدولة)، المؤسف له حقا ان يكرر اللواء السابع تبعيته للرئاسي؟ ويطلب من اجهزته الامنية المحافظة على الامن وممتلكات الدولة؟ ترى هل اللواء السابع يعتبر نفسه ابنا عاقا ويريد الرجوع الى حضن الاب (الآب) الذي تبرأ منه ولا يزال؟ ما حقيقة تبعيته ومن الجهات التي تموله، اسئلة في حاجة ماسة الى اجابات من قبل المتضررين الراغبين في التغيير نحو الافضل، رب قائل يقول: ان حل الميليشيات المتكونة بعد سقوط النظام يشمل ايضا اللواء السابع (أي خروج المنتسبين الجدد ووضع الية معينة للراغبين منهم في البقاء) وعندها فان المتبقين بكافة التشكيلات المسلحة يعتبرون عسكريين نظاميين تؤول اليهم مسؤولية حفظ الممتلكات العامة.

اعترافكم ايها المشايخ والأعيان بسلطة الامر الواقع طوال هذه المدة يصب في مصلحتها ويزيد من تمسك المجتمع الدولي الذي نصبها بها، المجتمع الدولي ليس حريصا على حل مشاكلنا بل قالها عديد المسئولين، بان على الليبيين التفاهم فيما بينهم وإدارة امور بلادهم. ان التغيير لا يتأتى إلا من خلال القضاء على كافة الاجسام المنبثقة من الصخيرات التي ساهمت وبشكل فاعل في تفاقم معاناة المواطن.

نتمنى عليكم ان كنتم فعلا تريدون اصلاح الحال ان تسحبوا ابناءكم من التشكيلات المسلحة، وألا تكثروا من الاجتماعات التي لم تعد تجدي نفعا، والكف عن البيانات الرنانة التي نعتبرها استخفافا بعقولنا. فنحن رغم المحن وقسوة العيش لا زلنا ندرك ما يحاك ضدنا، فلا تكونوا هما على هم، والعمل على تغيير الواقع المرير وان استدعى الامر استخدام القوة المسلحة بعد ان استنفذت كافة الطرق المشروعة سلميا. فالمجتمع الدولي لا يأبه بالجبناء الخانعين المنبطحين الراقدين على بطونهم، ينتظرون مرور القطار فقد يبقي على البعض احياء وآخرون مشوهون وشبه مشلولين، بل يحسب الف حساب لمن يملك حرية قراره وإصبعه على الزناد، والشواهد على ذلك كثيرة فقط شيء من العزم والإرادة الصلبة في التغيير.