'مملكة الغجر' يكتسح يوتيوب

المسلسل المصري للممثلة فيفي عبده ضمن قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على الانترنت، والفنان علي حميدة لم يجسد في العمل شخصية الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.

القاهرة - ينافس المسلسل المصري "مملكة الغجر" للممثلة والراقصة فيفي عبده ضمن قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتصدرت العديد من حلقات المسلسل المختلف عن موجة الدراما السائدة والمرتكزة على العنف والمخدرات في شهر الصيام قائمة الفيديوهات الأعلى مشاهدة عبر يوتيوب.
و"مملكة الغجر" بطولة فيفي عبده، وحورية فرغلي، وسامح الصريطي، وأحمد كرارة، وسناء شافع، وحسام الجندي، وحازم سمير، وميار الغيطي، وعزة مجاهد، تأليف محمد الغيطي وإخراج عبدالعزيز حشاد.
ويتناول "مملكة الغجر" حياة الغجر بشكل جديد ومختلف  ويقدم تفاصيل عيشهم وطريقة تعاملهم مع ما يعترضهم من مشاكل وأزمات.
وتجسد فيفي عبده دور حاكمة للغجر، وتحكم بين الناس وترد الحقوق لأصحابها وتنصف المظلوم وتعاقب الظالم.
وتقوم حورية فرغلي بدور الفتاة اليتيمة ياسمينا التي تعيش عند الملكة بعد أن ربتها وهي صغيرة.
وانتشرت تكهنات عن تجسيد الفنان المصري علي حميدة شخصية الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في أحداث "مملكة الغجر".
وأصدر حميدة بياناً إعلامياً أكد فيه أنه لا يقصد تجسيد شخصية الرئيس الليبي، بل يجسد دور زعيم البدو، موضحاً أن ملامح الشخصية فقط تشبه الرئيس الليبي الراحل.
وعلي حميدة صاحب الأغنية الشهيرة "لولاكي"، كانت تربطه علاقة صداقة قوية بالرئيس الليبي الراحل، وكان يزوره باستمرار في قصره.
 وأوضح الفنان في تصريحات تلفزيونية سابقة أنه رفض تجسيد شخصية القذافي في فيلم بعنوان "زنجا زنجا" لأنه تناولها بشكل كوميدي وساخر.
ويعرض "مملكة الغجر" على قنوات مصرية وعربية وهي: النهار، واوربيت، وايه ار تي، وصدى البلد، وروتانا دراما، والظفرة، والرشيد العراقية، بالإضافة إلى بعض المواقع الالكترونية منها موقع "وياك".
وأعتبر نقاد ان المسلسل المصري الجديد "مملكة الغجر" يشبه الى حد كبير مسلسل "سمرا" للنجمة اللبنانية نادين نجيم.
وغيرت ملكة جمال لبنان السابقة والممثلة المعروفة نادين نجيم جلدها في المسلسل اللبناني "سمرا" حيث انتقلت من تقمص دور الفتاة المدللة والأنثى البرجوازية الى غجرية.

وأفادت نادين نجيم ان سمرا التي جسدتها في المسلسل تميّزت بكونها طبيعية جدا وتلقائية وتصرفت ببراءة الأطفال ونضج الكبار في نفس الوقت.
ولعبت سمرا دور فتاة تنتمي إلى الغجر تحدت الفقر والحرمان باحتراف مهنة الرقص في القرى وشوارع المدينة.
وألقى "سمرا" الضوء على فئة من الناس همشتهم الحياة فأنصفهم الحب.
وطرح "سمرا" مشاكل الغجر الذين يسكنون في مخيمات وبيوت متداعية ويعانون من الفقر المدقع والتمييز والتهميش الحكومي.
ولا تزال هذه الأقلية مهمشة ومنبوذة في العديد من الدول وفقا لمنظمات حقوق الإنسان.
وفي معظم الوقت يصور الغجر بطريقة سلبية في وسائل الإعلام 
تنقسم شعوب الغجر أو شعب الرّوما بشكل أساسي إلى الرومن (في أوروبا) والنوار والكاولية والدومر (في الشرق الأوسط)، بعضهم يتكلم لغة مشتركة قد تكون من أصل هندي، وبعضهم لهم ثقافة وتقاليد متشابهة.
 وحتى أواخر القرن العشرين ظلت شعوب الغجر تعيش حياة التنقل والترحال.
 وللغجر أسماء مختلفة باختلاف اللغات والأماكن التي يتواجدون فيها، وهم من بين الشعوب التي تعرضت للاضطهاد. 

وحددت الأمم المتحدة في العام 1992 اليوم العالمي للغجر في 8 أبريل/نيسان من كل عام، وذلك للتذكير بمعاناة الغجر حول العالم وما يواجهونه من تمييز واضطهاد، إلى جانب التعريف بثقافتهم والاحتفاء بها.
يرى مختصون في التاريخ ان الغجر شعب تحدثت عنه الثقافة الشعبية برومانسية وحطت من قدرهم في الوقت ذاته، وهو شعب قاسى قرونا من الاضطهاد وعدم التسامح في أوروبا وفي الشرق الأوسط.
والغجر ليسوا "بقايا" شعب ولا بأقلية أو طائفة ولا أتباع ديانة منسية، هم جماعة، يقال إن هجرتها الأولى انطلقت من شمال الهند، ثم انشطرت إلى جماعات اتّخذت من الترحال مصيرا.
ويضطر الغجر في بعض الدول العربية لممارسة التسول بعدما منعوا من مزاولة الرقص والغناء وهي حرفتهم التي عرفوا بها وتوارثوها عن أجدادهم، وقد ساءت أحوالهم وتشتتوا في مناطق عديدة وسقطت العديد من نسائهم ضحية لسماسرة تجارة الجنس.
ونجد الدومر (الغجر) وهي طائفة مهمشة تعاني من التمييز العنصري في الشرق الأوسط.
وكما هو الحال بالنسبة إلى معظم مجموعات الغجر، فهم ضحايا الأحكام المسبقة رغم تاريخهم الضارب في القدم، ويتم استبعادهم دائما عن حياة المجتمع.
والقليل من الغجر في الشرق الأوسط أو في أي مكان في العالم يعيشون في المدن ولهم وظائف ثابتة، أما الأغلبية الساحقة فيمكن رؤيتهم وهم يتسولون في الشوارع، أو يقرعون الطبول ويعزفون على المزمار وغيرهما من الآلات الموسيقية في الحفلات والأعراس، أو يقومون بالتكهن بالطالع.
وغرابة أطوار الغجر وطريقة حياتهم جعلت منهم شخصيات ثرية للعديد من أعمال الكتّاب والأدباء، منهم غابريال غارسيا ماركيز الذي خلق شخصية ميلكيادس في روايته "مئة عام من العزلة".

وقالت الكاتبة الأميركية ايزابيل فونسيكا: "من أين أتى الغجر؟، ثم تجيب، وطنهم في أي مكان، كل مكان يمكن أن يكون وطنا"، تلك هي سيرة الغجر أكثر جماعة انسانية انتشارا على الأرض.
وتثير أزياء الغجر بألوانها الزاهية والمزدانة بالفرح والطاقة الايجابية فضول صناع الموضة.
وتزداد شهرة دار أزياء مجرية يوما بعد يوما، فهذه العلامة التي أبصرت النور في سياق مبادرة اجتماعية هدفها الحدّ من التمييز ضدّ غجر الروما باتت تستقطب الزبونات حول العالم بمجموعاتها الأنيقة التي تتداخل فيها النقوش التقليدية بالتصاميم الحديثة.
وأسست المصممة المجرية من أصول غجرية "روما ديزاين" في العام 2010، وأرادت عبرها الاحتفاء بأوجه الاختلاف وكسر القوالب النمطية عن الغجر.
وقالت المصممة البالغة 47 عاما بمناسبة اليوم العالمي لغجر الروما "الموضة هي وسيلة للتعبير الفني الذي يربط الناس سواء كانوا من الغجر أم لا".