'نورا تحلم' يتنصل من بطلته الحقيقية

سنية حسني تهاجم الفيلم المأخوذ عن قصتها الحقيقية والمعروض في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية وتنتفض على انتهاك حقوقها المادية والمعنوية.

هاجمت البطلة الحقيقية والتي استندت اليها قصة الفيلم التونسي "نورا تحلم" المشارك في أيام قرطاج السينمائية والمتحصل على باقة من الجوائز المرموقة في مهرجانات دولية مخرجة العمل واعتبرت انها تنصلت منها وظلمتها.
ويشارك "نورا تحلم" ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة لأيام قرطاج السينمائية في دورتها الثلاثين التي انطلقت السبت.
ويشارك 19 عملا سينمائيا لمخرجات عربيات ضمن مختلف أقسام المهرجان من بينها 8 افلام في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان.
ويدير لجنة تحكيم الافلام الروائية الطويلة المخرج السينمائي الفرنسي الان غوميز وتضم اللجنة ستة مخرجين ومنتجين من بينهم اللبنانية ياسمين خلاط والتونسي محمود بن محمود.

افتتحت "أيام قرطاج السينمائية" فعالياتها بمدينة الثقافة وسط العاصمة تونس.
و"نورا تحلم" من بطولة هند صبري ولطفي العبدلي ويتطرق إلى قصة امرأة من الطبقة الشعبية متزوجة من مجرم ولديها 3 أطفال لكنها تحلم بحياة أفضل، وخلال تواجد زوجها في السجن تعرفت على شخص وأصبحا عشيقين ويفكران في الزواج إلا أن زوجها غادر السجن إثر عفو رئاسي وقرر الانتقام من صديقها وقام باختطافه وعمد إلى الاعتداء عليه جنسيا.
وووقع تعديل اسم سنية حسني في الفيلم ليتماشى مع الأحداث وينسجم مع الرسالة الايجابية التي يبعثها العمل والمنادية بضرورة ان تكون المرأة قوية وحالمة ولا تتوانى عن تغيير واقعها نحو الأفضل.
وقالت سنية وهي نورا في الفيلم "هذه قصتي..لم أكن سعيدة مع زوجي الذي كان يتواجد أغلب الأوقات في السجن.. وعندما غادره انتقم من صديقي وقام باختطافه رفقة أصدقائه ثم عمد إلى مفاحشته، وقبل الظهور في وسائل الاعلام أعلمت المحيطين بي وجيراني حتى لا تكون اعترافاتي صادمة.. أنا لم أشاهد الفيلم إلى اليوم، والمخرجة هند بوجمعة وعدتني أن تشاركني أول فرحة لكنها ظلمتني وأقصتني من الجينيريك وحرمتني من جميع حقوقي المادية والمعنوية رغم انني قمت بكاتبة السيناريو الأول بخط يدي وتولى بعد ذلك صناع العمل تطويره لينسجم مع الناحية الفنية والتقنية والمهنية للأفلام السينمائية.
وعبرت البطلة الواقعية للفيلم عن سعادتها بتتويج الممثلة هند صبري بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان الجونة في مصر، وأكدت أنها تأثرت حد البكاء، وكانت تتمنى أن تكون موجودة لأنها عاشت مع فريق العمل جميع التفاصيل وكانت تحضر معهم خلال الكاستينغ والتصوير الذي دام عدة أشهر.
وفاز "نورا تحلم" بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان الجونة المصري كما تم تتويجه في مهرجان بوردو الدولي للسينما المستقلة. وتحصّل بطله الممثل لطفي العبدلي على تنويه خاص من لجنة تحكيم المسابقة.

وينتفض الفيلم التونسي على العنف المسلط على المرأة ويناشدها بأن تكف عن اخفاء ما تتعرض له من ذل ومهانة وكسر جدار الخوف داخلها وتحدي المجتمع الذكوري والعادات والتقاليد التي ترغم الأنثى على الخضوع والخنوع لسلطة الرجل ولجبروته. 
ترى المخرجة التونسية البلجيكية هند بوجمعة أن القوانين أعطت المرأة التونسية قدرا كبيرا من الحرية لكن طبقة ما داخل المجتمع ما زال بداخلها جدار من الخوف يتعين هدمه والقضاء عليه وهو ما سعت إليه في أول أفلامها الروائية "حلم نورا".
وقالت المخرجة في مقابلة اعلامية "القوانين في تونس متفتحة جدا بالنسبة لحقوق المرأة، يمكن مثلا للزوجة التي تتعرض للضرب من الزوج أن تذهب للشرطة وتشتكيه، وحينها يخضع للاحتجاز".
وأضافت "تطبيق القانون أيضا ليست به مشكلة، لأن الشرطة تنفذ هذا، المشكلة الحقيقية في المرأة التونسية وشخصيتها".

وتابعت "ممارسة الرجل للعنف ضد المرأة يجعلها خائفة منه، ويزيد من هذا الخوف داخلها نظرة المجتمع لها، المجتمع الذي يعيب عليها اللجوء للقانون لحماية نفسها ولا يعيب على الرجل عنفه".
ونوه صناع ايام قرطاج التظاهرة الفنية السينمائية العريقة "بارتفاع عدد المخرجات العربيات المشاركات في دورة 2019 والتي اطلق عليها "دورة نجيب عيّاد"، تكريما للمنتج السينمائي والتلفزيوني التونسي نجيب عيّاد الذي كلف بالاشراف على هذه الدورة قبل أن يغيبه الموت في آب/أغسطس وسيتم عرض أفلام أخرجها وشارك في انتاجها.
وتقول النجمة العربية هند صبري بطلة "نورا تحلم" إنها اختارت تقديم نموذج من الطبقة الشعبية لأن هذه الفئة حقيقة تعاني الكثير وينتشر بينها العنف ضد المرأة.
وقالت "لم أعمل على تجميل شخصياتي، قدمتها كما هي بكل سلبياتها، بما فيها من كذب وسرقة وعنف، حتى أقدم صورة واقعية".
وأضافت "حتى الأطفال الثلاثة الذين ظهروا بالفيلم ليسوا ممثلين، انتقيتهم من طبقة بسيطة ومزجت بينهم وبين الشخصيات الثلاثة الرئيسية حتى يستفيد كل جانب من الآخر، الكبار من الصغار والصغار من الكبار".