'هوا أصفر' ينأى بنفسه عن أجواء السياسة والحروب

مسلسل سوري من بطولة يوسف الخال وسلاف فواخرجي يتطرق الى صراع حاد ومؤلم بين مشاعر الحب والكراهية، وتصوير أحداثه بين دمشق وبيروت.
يوسف الخال تاجر مخدرات في 'هوا اصفر'
لطفي بوشناق يغني في المسلسل السوري

بيروت - كسر الفنان اللبناني يوسف الخال الصورة النمطية المعروفة عنه في معظم أدواره في مسيرته الفنية، وانقلب الى تاجر مخدرات في مسلسل هواء "أصفر" ينشر الشر والخراب أينما حل بعد ان عهدناه يبرع في أدوار الرجل الطيب والوديع والرومانسي والعاشق الولهان، أو صاحب المبادئ في الأدوار التاريخية.
ويمثل العمل الجديد فرصة ليوسف الخال لتغيير العباءة التاريخية التي لبسها في آخر أعماله "خاتون" حيث سيتحول الى "كريم" المهووس بالفوز بما يريد مهما كان الثمن.
ويعيش "كريم" ضمن مظلة الفساد وتبييض الأموال وتجارة المخدرات لكنه يظهر للعلن في صورة الشخص الوسيم والمحترم واللطيف. 
ويعطي الخال شخصية "كريم" ميزات كثيرة على صعيد الشكل وأسلوب الكلام المهذب حتى في أكثر لحظاته قسوة، بالإضافة لامتلاكه طريقة لافتة وجذابة ومنمقة في الحديث، كما ينجح في ضبط حدود الشخصية المركبة والمعقدة والتي تظهر عكس ما تبطن كي لا يتحول إلى الصراخ أو الانفعال المجاني.
والمسلسل من كتابة الثنائي يامن الحجلي وعلي وجيه واخراج أحمد إبراهيم أحمد وتدور فصول حكايته بين مدينتي دمشق وبيروت.
و"هوا أصفر" يغوص في عمق العلاقات الإنسانية كاشفاً أغوار النفس في حالات عشقها وحبها وكرهها وما يتعرض له الهوى من تقلّبات وتحدّيات.. هو صراع حاد ومؤلم بين العشق والكره في محاولة ليبقى الحب بعيداً عن التشويه.
واعتبر صناع المسلسل أن "هوا أصفر" هو الهوى الذي تلّوثه الرغبات القذرة والجشع، والهواء الذي يكافح للبقاء نقياً.
وأفادوا أن العمل الرمضاني الجديد ينبني على ثنائيات الحب ولكن هذا الحب ليس حباً وردياً وإنما هو أصفر، هو حب تشاؤمي ينتهي بنهايات غير سعيدة.
وأبدت الممثلة السورية سلاف فواخرجي سعادتها لظهور مسلسل "هوا أصفر" إلى الشاشات بعد تأجيل عرضه الموسم الماضي، حيث تؤدي فيه دور البطولة النسائية عبر شخصية "شغف".
وتحدثت فواخرجي عن الشخصية التي تؤديها في العمل مبينة أنها مكتوبة بعناية وفيها مساحة واسعة وتركيبة نفسية خاصة فهي امرأة قوية وضعيفة في نفس الوقت ترغب أن تعيش تفاصيل الحب وتؤمن به كحل في مواجهة الكراهية التي رمز لها عنوان العمل بهوا أصفر.

وقالت إن "شغف" امرأة عصرية، تهتم بشكلها وأنوثتها، وتحاول أن تكون متجددة وجميلة بلباسها وشعرها وماكياجها وتفاصيل حياتها وهي قوية الى حد الجبروت وضعيفة الى حد الانكسار.
وأضافت "الشخصية التي أؤديها فيها مساحة كبيرة من المشاعر والأحاسيس المختلطة، فجزء أساسي من همّ "شغف" هو محاولتها أن تعيش شغفها كما تريد وليس كما يريد غيرها".
وتكون "شغف" مجبرة على العمل مديرة لكازينو بسبب صعوبة ظروفها المادية، فتتكيف مع شغلها الجديد، وتكون قادرة على الفصل بين عملها وحياتها ومشاعرها مع تعرفها على كريم تاجر المخدارت.
وكشفت سلاف أنها اختارت إظهار وشمين في جسدها خلال أحداث العمل، الأول له علاقة بطائر الفينيق السوري الذي ينفض الغبار عن نفسه ليعيش، والثاني يحمل اسم "شغف".

وسلاف التي شدت انتباه الجمهور العربي بأدوارها المختلفة والمتنوعة اختارت مؤخرا أن تكون أيضا مخرجة في أعمال فنية أخرى.
وقالت: "فكرة الإخراج استهوتني وشعرت أنه بداخلي أشياء أريد أن أقولها تتطابق مع هذه القصة".
وختمت: "لقد اكتشفت في نفسي زاوية جديدة عبر الإخراج، وأحببت هذه العمل وعشته بحلاوته وصعوبته، ولذلك سأكمل في هذا الطريق دون التخلي عن عشقي للتمثيل".
و"هوا أصفر" يدغدغ المشاعر على اختلافها ويقترب من أعماق البشر ويداعب قلوبهم بعيدا عن أجواء الحروب والدمار والكوارث.
ورغم تصوير جزء كبير من العمل في دمشق الا انه نأى بنفسه عن الخوض في المسائل السياسية .
واعتبر يامن الحجلي كاتب المسلسل أن العمل يتطرق لحكاية اجتماعية معاصرة تدور عام 2017 دون الغوص في قضايا الحروب والأزمات والسياسة.
وأضاف الحجلي "العمل له علاقة بالحب والكره وقائم على الصراع بينهما لدرجة أن بعض شخصياته تذهب بحبها إلى الأذى وتعمدنا هذا الطرح بوعي فني كامل إضافة إلى تقديم القسوة بطريقة درامية عبر مضمون وخطاب إنساني يترك أثرا لدى المشاهد".
وتمكنت الدراما السورية من بسط نفوذها لفترة طويلة ومنافسة نظيرتها المصرية الا أنها مرت بفترات ضعف ووهن مثلها مثل العديد من المجالات في سوريا بسب أجواء الحرب والدمار.

سلاف
'شغف' امرأة قوية وضعيفة في نفس الوقت

واعتبر المنتج رضا الحلبي إلى أن ألق الدراما السورية سيعود طالما أن هناك كتاباً ومخرجين ومنتجين وفنانين يؤمنون بالدراما السورية. 
وافاد رضا الحلبي أن أول شروط التسويق هو أن يكون العمل بعيداً عن المواقف السياسية، وبعيداً أيضاً عن ظروف الحرب في سوريا، وأن يمتلك حبكة درامية قوية، وأن يكون نجومه من الصف الأول.
واعتبر صناع العمل أن عودة رضا الحلبي إلى الإنتاج الدرامي "مكسب للدراما السورية وخطوة جيدة لأنه ساهم بصناعة أعمال ضخمة وراسخة في وجدان المشاهد العربي".
والعمل الدرامي الجديد يراهن على التزاوج الفني بين سوريا ولبنان.
يتقاسم أدوار البطولة من سوريا رامز الأسود وندين تحسين بك ويزن خليل ومن لبنان جوي خوري ومهدي فخر الدين وراشيل نخول.
ورأى مخرج العمل احمد ابراهيم أحمد أن تواجد فنانين لبنانيين ضمن نجوم العمل كان لغاية فنية بحتة ترتبط بمضمون النص الذي يتحدث عن شخصيات سورية ولبنانية تعكس الترابط بين الشعبين والبلدين في السراء والضراء.
ويغني الفنان التونسي وصاحب الصوت القوي لطفي بوشناق المقدمة الغنائية للمسلسل السوري عن نص لموريس منصور وألحان الطاهر مامنلي.