'وضع الأمان الأسري' يحد من الإدمان على تيكتوك

خدمة مشاركة الفيديو القصير تضع ميزة جديدة تمكن الأهالي من تحديد مدة استخدام أطفالهم للتطبيق المشهور والمحبب لقلوب الأجيال الجديدة.

واشنطن - تسعى خدمة مشاركة الفيديو القصير تيكتوك لتشجيع الناس على تطوير علاقة صحية مع تطبيقات وخدمات الإنترنت، وقد أطلقت ميزة جديدة تحت اسم "وضع الأمان الأسري" تسمح الأولياء بتحديد الزمن الذي يقضيه الصغار على التطبيق المشهور والمحبب لقلوب الأجيال الجديدة.
واطلقت الشركة الصينية "يايتيدانس" خدمة تيكتوك في أيلول/سبتمبر 2017، والتي أصبحت بسرعة من أكثر الشبكات الاجتماعية شعبية في العالم بحيث يشكّل الشباب سوقها الرئيسي.
وشهد التطبيق الصيني أكثر من مليار تنزيل العام الماضي، بحسب شركة أبحاث سوق التطبيقات المحمولة (سنسور تاور) SensorTower، كما أنه كان ثاني أكثر التطبيقات تنزيلًا في عام 2019 على مستوى العالم.
وقد اصبحت خدمات الفيديو من أهم الأسواق على صعيد الإنترنت، خصوصا بفعل شعبيتها الكبيرة وتنوع الخدمات التي تقدمها والتجديد والابكتار فيها.
وتحتل تيكتوك موقعا متقدما في هذه السوق.
وميزة "وضع الأمان الأسري" الجديدة هدفها الحد من الإفراط في استخدام تيكتوك وادمانه.
وسيسمح "وضع الأمان الأسري" للمستخدمين أيضاً بتحديد الأشخاص الذين يمكنهم إرسال رسائل مباشرة إلى أطفالهم، أو إيقاف الخيار لمنع الرسائل. 
ويمكن للوالدين تقييد نوع المحتوى الذي يمكن للأطفال رؤيته أثناء استخدام التطبيق.
وقال كورماك كينان رئيس الثقة والأمان في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى تيكتوك: "بفضل "وضع الأمان الأسري" Family Safety Mode الجديد، سيكون بامكان العائلة التحكم في المدة التي يقضيها الأطفال والمراهقين في التطبيق".

فيسبوك
فيسبوك سعت الى تقليده

وتراهن الخدمة الرائجة على تقديم مقترحات تجعل المستخدمين يركزون على الأشياء المهمة داخل التطبيق، وبناء جسور التواصل والتشارك والابداع داخله.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، سجّل التطبيق نحو 1,5 مليار تحميل على صعيد العالم متفوّقاً على إنستغرام، خصوصاً أن المشتركين يستخدمون هذا التطبيق لنشر فيديوهات قصيرة يقومون خلالها بأداء مسرحي أو راقص أو غنائي.
ويشبه تطبيق تيكتوك إلى حد كبير بدايات تطبيق سناب شات، الذي سعت فيسبوك لسنوات إلى تقييد نموه من خلال نسخ أشهر مزاياه، وهي ميزة (القصص).
وبعد صعود تيكتوك، حاولت فيسبوك تقليده من خلال طرح تطبيق (لازو) Lasso، لكنها لم تتمكن من تقييد نموه لنظر لمحدودية نجاعة ومردودية وتوسع تطبيقها الجديد.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة سناب، إيفان شبيجل، مالك تطبيق سناب شات، أن تيكتوك يمكن أن يتفوق على انستغرام المملوك لشركة فيسبوك.
وقارن شبيجل المحتوى الموجود على انستغرام بمحتوى منصة مشاركة الفيديو القصيرة تيكتوك، الذي أصبح يحظى بشعبية هائلة بين أوساط الشباب في جميع أنحاء العالم، خاصة في الولايات المتحدة.
وقال مؤسس سناب شات متحدثا عن انستغرام: "إن المحتوى القائم على المواهب على تطبيق تيكتوك المملوك لشركة صينية هو في كثير من الأحيان أكثر إثارة للاهتمام".
وتعتزم غوغل شراء شركة "فايروورك" الناشئة التي طورت تطبيقا مجانيا لتشارك الفيديوهات شبيها بخدمة تيكتوك، بحسب مقال نشرته صحيفة "ذي وول ستريت جورنال".
ويتيح تطبيق "فايروورك" تشارك فيديوهات قصيرة وأصلية.
وقامت تيكتوك بافتتاح مكتب لها في لوس أنجلوس لتعزيز طموحاتها في الولايات المتحدة كما تعمل على التنويع في خدماتها.
ورخّصت تيكتوك مكتبة موسيقية مستقلّة جديدة بالتزامن مع أعمالها لتأسيس تطبيق للشبكات الاجتماعية متخصّص في مقاطع الفيديو.

تيكتوك
يجمع بين التكنولوجيا والترفيه

وأُعدّت الصفقة بين تيكتوك وشركة مرلن التي تملك الحقوق الرقمية للعلامات الموسيقية المستقلة، بهدف المساعدة على تسهيل استخدام خدمة الفيديوهات القصيرة في التسويق. في حين لم يتمّ الكشف عن تفاصيل الصفقة.
وقال جيريمي سيروتا، المدير التنفيذي لـ"مرلن" إن "أعضاء مرلن يستخدمون تيكتوك بصورة متزايدة للتسويق لحملاتهم، لذلك تعدّ الشراكة الراهنة ضمانة لهم وللفنانين العاملين معهم للحصول على إيرادات جديدة تصاعدية".
إلى ذلك، قالت المديرة العامة لتيكتوك، فانيسا باباس، إن "تيكتوك تشكّل تقاطعاً بين التكنولوجيا والترفيه من الناحية الفعلية والصورية، نظراً لوجود مقرّ لها بين شركات الابتكار التكنولوجية في شاطئ السيليكون ومقرّ آخر بين شركات بثّ المحتوى في منطقة هايدن (لوس أنجلوس)".
وتابعت "إن وجود مكاتب لنا في لوس أنجلوس يعبّر عن التزامنا في السوق الأميركية ويعزّز صلاتنا مع المدينة ومواهبها وشركاتها".
وفي الآونة الأخيرة خضعت تيكتوك لتدقيق بعد شكوك بفرضها رقابة على بعض المحتوى الذي قد يشكّل حساسية للسلطات الصينية، قبل أن تصرّح في تشرين الأول/أكتوبر بأن عملياتها لم تتأثّر بالتدابير التي تفرضها الحكومة الصينية.