لا تكن أسيرا للطعام والا أصبحت شبيها بمدمن المخدرات

 العديد من الأطعمة تثير الدماغ وتؤدي إلى إفراز مواد كيماوية تشعر من يتناولها بالسعادة والنشوة فيعجز عن مقاومتها  مثلما هو الحال عند استهلاك المخدرات.
ادمان الطعام يؤدي الى السمنة والشعور بالعزلة 
ادمان الأكل قد يقودك الى التفكير في الانتحار

إدمان الطعام عبارة قد تبعث على الاستغراب والتعجب وحتى السخرية لدى البعض ويتطرق اليها من باب المزاح والطرافة الا انها ظاهرة مرضية أكدتها الدراسات والأبحاث ودقت ناقوس الخطر منها.
وربطت دراسات بين أسباب الإدمان على الطعام والإدمان على المخدرات والكحول.
ويعتبر إدمان الطعام من المصطلحات الجديدة نسبيا  والمجهولة في عالم علاج الإدمان.
 ويؤدي ادمان الأكل إلى العديد من المشاكل الصحية بالإضافة إلى تدمير حياة الشخص بالكامل، تماما مثل أي نوع آخر من أنواع الإدمان.
ويتسبب الإدمان على الطعام في الوزن الزائد وتراكم الدهون والضغط في الدم ومشاكل في القلب وآلام في المفاصل.
 وتؤدي هذه الظاهرة غير المعروفة لدى عامة الناس الى العزلة والانطواء على النفس ومقاطعة الأنشطة الترفيهية والاجتماعية..
وفي حالات قصوى يشعر المدمن على الأكل بالخزي والذنب والاكتئاب بسبب عجزه عن التوقف عن تناول الطعام ويفقد الأمل بالتغيير الى الأفضل والعودة الى حياته الطبيعية مما يدفعه الى التفكير في الانتحار.
وعندما ينغمس الشخص في تناول الأغذية التي تتميز بمستويات عالية من السكريات العالية والدهون فإن ذلك يحفز نظام المكافئة بالمخ بطريقة مماثلة تماما كالتي تحدث في حالة تعاطي المخدرات.
 فعندما يتناول الشخص طعاما معينا يتم إفراز الدوبامين بصورة كبيرة مما يجعل المخ في النهاية يبحث فقط عن هذا النوع من الطعام المليء بالدهون والسكريات، ويُدمن الشخص الأحاسيس الجيدة المقترنة بهذه الأنواع من الطعام، ويصبح من المستحيل عليه رفض شريحة من كيك الشوكولا تماما مثلما لا يستطيع مدمن الكوكايين رفض كمية من الكوكايين المُقدمه له.
وفي معظم الحالات يكون العامل النفسي وراء الإدمان سواء كان ادمان المخدرات أو الطعام. 
فعند مرور الشخص بنكسات عاطفية او فشل مهني او فقدان عزيز يهرب الى الطعام للخروج من أزمته وتدريجياً يجد نفسه أسير عادات غذائية صحية تضر بصحته ونفسيته.
والعوارض الشائعة لإدمان الطعام هي الشعور بالرغبة الشديدة في بعض أنواع الأطعمة، على الرغم من الشبع، وفشل الالتزام بجدول منظّم يحدّد أنواع وكميات الأطعمة المتناولة وإخفاء الحديث عن استهلاك الأطعمة الضارّة عن الآخرين.
وتسيل الشوكولا والحلويات ورقائق البطاطا والمعجنات والفطائر والوجبات الجاهزة لعاب المدمن على الأكل ويعجز في غالب الأحيان عن مقاومة إغرائها.
وتتميز الشوكولا بتأثيرها الإيجابي على الجهاز العصبي في الجسم وتخفف من الشعور بالتوتر والقلق. 
و"يثير" السكر على وجه الخصوص الدماغ ويؤدي إلى إفراز مواد كيماوية كالدوبامين التي تدل على الاستمتاع بالطعام أكثر من تلك التي يفرزها عند تناول الخضراوات والفواكه. 
ويميل بعض الناس إلى تناول أطعمة أكثر ذات نسبة عالية من السكر أو الملح أو المنكهات، محاولةً منهم لاستثارة الدماغ من أجل إفراز الدوبامين لإشعارهم باللذة والمتعة والنشوة. 
والدوبامين أو "هرمون المتعة والسعادة" عبارة عن مادة كيميائية تتفاعل في الدماغ لتؤثر على الأحاسيس والسلوك. 
ويؤدي "هرمون السعادة" دوراً رئيسياً في الإحساس بالمتعة والسعادة والإدمان.
وزيادة نسبة الدوبامين بشكل معقول تنعكس وبشكل إيجابي على الشخص، ولكن المستويات المرتفعة جداً منها لها آثارها السلبية.
وتتحوّل الأطعمة حلوة المذاق و"الكربوهيدرات" المكرّرة (الخبز والمعكرونة ورقائق البطاطس...) إلى سكر في الجسم، ما يرفع مستويات السكر في الدم.

 وكانت بحوث بيّنت أن السكريات تحفز مراكز المتعة في الدماغ، على غرار الكوكايين والهيرويين، وبالتالي فهي تتسبّب بالرغبة الشديدة في تناول هذه الأطعمة.
 ويقول الدكتور مارك جولد، رئيس قسم الطب النفسي في جامعة فلوريدا وصاحب دراسات عديدة حول هذا الموضوع: "من الناحية النظرية، يبدو واضحاً جداً أن للأطعمة تأثيراً على الدماغ شبيه كثيراً بمفعول المخدرات". 
ومن أساليب مكافحة ظاهرة إدمان الطعام تدوين المأكولات المحبوبة والمفضلة لدى المدمن وذلك لتجنبها تمامًا والاحتفاظ بالوجبات الصحية والسريعة لتناولها عند الشعور بالجوع أو عدم الرغبة في الطهي. وتجنب منتجات السكر بما في ذلك العسل والدبس والمشروبات الغازية وعصائر الفواكه والابتعاد قدر الإمكان عن تناول الأطعمة المكونة من الحبوب، والمواد الغذائية المصنعة والزيوت النباتية المكرّرة والمعالجة والكافيين.
وينصح الباحثون المدمن على تناول الطعام بممارسة الرياضة في الهواء الطلق لطرد المشاعر الحزينة من الجسم وتعويده على الحصول على طاقة ايجابية ومشاعر سعيدة دون اللجوء الى تناول السكريات.
كما يشدد الأطباء على أهمية تكوين علاقات اجتماعية وربط جسور التواصل مع الأصدقاء وتمضية الوقت في أنشطة ترفيهية تجعل من تناول الطعام من الكماليات وليس ضرورة لا غنى عنها.