فينسنت فان غوخ يعانق 'باب الخلود' في مراكش السينمائي

فيلم للمخرج الأميركي جوليان شنابل يفتتح المهرجان السينمائي الدولي بالمغرب، ويسلط الضوء على حياة وأعمال الرسام الهولندي الراحل.

الرباط - افتتح فيلم "على باب الخلود" للمخرج الأميركي جوليان شنابل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش الجمعة في دورته السابعة عشرة.
ويسلط الفيلم الضوء على حياة وأعمال الفنان الهولندي الراحل  فينسنت فان غوخ.
وفينسنت فان غوخ تتضمن رسومه بعضاً من أكثر القطع شهرة وشعبية وأغلاها سعراً في العالم. عانى من نوبات متكررة من المرض العقلي 
واتجه للرسم التشكيلي للتعبير عن مشاعره وعاطفته. وفي آخر خمس سنوات من عمره رسم ما يفوق 800 لوحة زيتية.
ومن اغرب ما عرف عنه أنه قطع أذنه اليسرى، وقام بلفّها في ورقة ليقدمها هدية لبائعة هوى.
وفي أعقاب هذا الحادث سيء الصيت الذي انطوى على إيذاءٍ للنفس، ظل فان غوخ يعاني من نوبات عصبية متفرقة ومنهكة، كانت كل منها تصيبه بالتشوش وعدم القدرة على التعبير عن نفسه بشكل مترابط لأيام أو حتى لأسابيع. ورغم ذلك، فقد نَعُمَ بين هذه الأزمات الصحية، بفترات من الهدوء ووضوح الفكر، تسنى له خلالها رسم لوحاته.
وفي معرضٍ استضافه متحف بالعاصمة الهولندية أمستردام تحت عنوان "على حافة الجنون"، تمَّ عرض اللوحة الأخيرة غير المكتملة لفان غوخ، والتي كان رسمها في صبيحة يوم انتحاره، أي قبل ساعاتٍ من إطلاقه للرصاص على نفسه.
وكان فان غوخ فنانًا عظيمًا، لكنه كان في نفس الوقت شديد الحساسية، يضع اعتباراتٍ كثيرة لما يعتقده الناس عنه، "كيف أبدو في عيونِ معظم الناس؟"، كان هذا سؤاله الوجوديُّ الأكبر، وعلى الرغم من معرفته السابقة بما يعتقده الناس عنه، شخص نكرة، كريه، مزعج، غريب الأطوار، وفي بعض الأحيان ينعتونه بالجنون، إلا أنه سعى جاهدًا، ليغيّر تلك النظرة القاتمة عنه، إلا أن هذا تحديدًا هو ما دفعه في النهاية إلى حافّة الانتحار.

بدأ فان غوخ حياته الفنية متأخرًا ومات مبكرًا، ولكنه على مدى عشر سنوات رسم ما يقرب من 900 لوحة، وقد كان هذا الفنان الهولندي المضطرب نفسيًا مغرم ببعض المواضيع وقد كان يعيد رسمها مرارًا وتكرارًا ، مثل زهور دوار الشمس وأشجار السرو.
 وقد حصل فان غوخ على القليل من التقدير أثناء حياته، ولكن أعماله حاليًا تباع بملايين الدولارات .
ومن أشهر أعماله "آكلو البطاطا" و"مزهرية بها خمسة عشر زهرة دوار الشمس" و"المقهى الليلي "وغرفة النوم" و"لوحة بورتريه الطبيب غاشيه".

الفيلم إنتاج مشترك بين الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، من إخراج جوليان شنابل، أحد أشهر الفنانين والمخرجين في الوقت الراهن، ويعرف مشاركة مجموعة من الأسماء اللامعة في عالم التمثيل على غرار ويليام دافو ومادس ميكلسن، وإيمانويل سيغنر.
والعمل بطولة ولييام دافو الذي يجسد دور الرسام الشهير ويحاول سبر أغوار فنه وفكره.
بعد احتجابه في العام الماضي، عاد المهرجان الدولي للفيلم بمراكش الجمعة في دورته السابعة عشرة وفي جعبته نحو 80 فيلما من 29 دولة.
وكان المهرجان الذي تأسس في 2001 قد توقف العام الماضي لإعادة هيكلة الإدارة والاستعانة بكوادر جديدة من داخل المغرب وخارجه.
وفي حفل مبهر بقصر المؤتمرات في مدينة مراكش أقيمت مراسم الافتتاح بمشاركة عدد من نجوم وصناع الفن السابع منهم الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي والممثلة المصرية يسرا والممثل الأميركي فيغو مورتينسين والمخرج المغربي فوزي بنسعيدي.
وعقب تقديم أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية على المسرح قال رئيس اللجنة المخرج الأميركي جيمس جراي "هذه ثالث مرة أزور فيها المغرب.. سعيد بعودتي من جديد، وسعيد بعودة المهرجان مرة أخرى".
وفي تقليد غير معتاد دعا مقدما حفل الافتتاح أعضاء لجنة التحكيم إلى إعلان انطلاق الدورة الجديدة كلا بلغته الأصلية، فجاءت عودة المهرجان باللغات الإنكليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية والهندية والعربية.

تشمل المسابقة الرسمية 14 فيلما من المغرب وتونس والسودان ومصر وألمانيا والنمسا وبلغاريا وصربيا واليابان والمكسيك والولايات المتحدة والصين.
ويكرم المهرجان هذه الدورة الممثل الأميركي روبرت دي نيرو والمخرج المغربي الجيلالي فرحاتي والمخرجة الفرنسية آنييس فاردا.
ويستمر المهرجان المقام تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس حتى الثامن من ديسمبر/كانون الأول.