اللعبة المقدسة
ما هو تعريف النظام الحالي في بغداد؟
لماذا أقول "نظام بغداد"؟
في بغداد نظام سلطة صراعي لا يفرض سلطته بالكامل على: كردستان، النجف، تنظيمات مسلحة شيعية، أو قادة وزعماء دينيون وسياسيين. ولهذا فهو نظام يعمل بآلية التآكل تضربه أمواج مجاورة وأخرى تأتي من بعيد فتزيد من تآكله، وفي مخدعه الساخن المتحرك يواجه عوامل داخلية وخارجية تدخله في نوبات هيستيريا وتناطح وتشققات وتلاصقات، وهو في دواماته منشغل لا يكترث أو يتحمل مسؤولية ما يقع خارج أسوار المنطقة الخضراء. ففي داخل الغابة الخضراء يعتمل حراكه وتضطرم سياساته وتنكفئ ذهنيته وتتقافز عناصره من شجرة حزبية أو كتلوية الى أخرى ولا ناظم لجموع القافزين، وليس من نظام يُقنن اهتزاز الأشجار وفروعها، بل أن بعض اشجار الغابة الخضراء آكلة للحوم البشر ومفترسة بشراهة.
لو كان رب أهل الخضراء رحمن ورحيم لعم السلام الغابة والبلاد، ولو كان دين الغابة الخضراء إنساني لعم الخير البشر الذين يقطنون البلاد، ولو كان في مذهب ساسة الخضراء خير لوجدنا منه الخير، وإن المقدمات تدل على النتائج.
دأب الشيعة العراقيون ومنذ التخلص من رأس النظام السابق في عام 2003 على التلاعب بنظام الحكم، فشيعة السلطة في بغداد لا يُعرف لهم رأي سياسي بعينه يؤسس لشكل نظام حاكم، والجمهور الشيعي العراقي يتذمر من تعطل الدولة ولكنه يُعطّل الدولة عندما تحل أيام طقوسه، وفقهاء شيعة العراق كالهلام في مواقفهم السياسية. حتى الانتخابات وهي ركن أساس للديموقراطية، يعتبرها شيعة العملية السياسية في الغابة الخضراء لعبة ليس إلا، فهم معها وعليها، وإن طالبتهم بالكف عن اللعب والتلاعب بالديموقراطية ثاروا وطالبوك بالكف عن المساس باللعبة المقدسة.
ما يحدث في بغداد من قِبل شيعة السلطة لعبة مقدسة (*)، ولعل ما يجري في خضراء بغداد فريد من نوعه لا مثيل له في العالم..
لنرجع الى سؤال المستهل:
ما هو تعريف النظام الحالي في بغداد؟
.............
إشارة
(*) "الكلمة الأخيرة التي تأذن بتشكيل الحكومة وتنصيب رئيس الوزراء ستكون بتوقيع بندقية المـــقـاومــة الإسلامية، والاعتصامات لن تنتهي إلا بإذن زنادها.."
علي الخالدي
https://twitter.com/khaldi313/status/1456149146251976705?s=20