المركب الثقافي بالمنستير يقدم بانوراما من الألوان الفنية

محطات هامة وأنشطة كبرى وفعاليات متنوعة طبعت نشاط المركب خلال الموسم المنقضي.

تنوعت فعاليات وأنشطة المركب الثقافي بالمنستير بين مناسبات بمثابة المحطات الكبرى وأخرى يومية وأسبوعية وفق تقاليد المؤسسة وتعدد الألوان الفنية والإبداعية بين المسرح والموسيقى والأدب والسينما والفكر والترفيه والنشاط الموجه للطفل والنشاط الدوري للنوادي.

وقد عملت مديرة المركب أميرة البكوش في كل ذلك على فسح المجال للكفاءات والمواهب والراغبين في الإضافة إعدادا وتنسيقا وإحكاما للتنظيم وبإشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية.

ومن الأنشطة التي انتظمت مؤخرا نذكر العرض الفني الراقي لنادي زرياب للموسيقى العربية بالمركب الثقافي بالمنستير بقيادة المايسترو البشير مزالي يوم 18 أغسطس/آب الحالي ضمن مهرجان عيسى ابن مسكين بمسجد عيسى في دورته العاشرة... كذلك انتظم نشاط ورشة الخط العربي ضمن الدورة الرابعة في تأطير من قبل علي الدبابي، وبالنسبة إلى النوادي نذكر بالخصوص الاجتهاد والنجاح المتواصل لصالون الهادي نعمان بإدارة الأديب الحبيب المرموش وبحضور نخبة من المثقفين والشعراء طيلة الموسم الثقافي وبدعم من مندوب الشؤون الثقافية، ونادي رحالة المسرح والذي قدم مسرحية للكهول بعنوان "فترينا" في مرسى المارينا بالمنستير.

وفي سياق التظاهرات ضمن الفن والمحيط نجد "تظاهرة مارينا الفن والإبداع" ووفق علاقة جمالية حيث الفضاء المفتوح في تفاعله الجمالي مع الإبداع في تلويناته المتعددة ضمن عنوان لافت هو الجمال المبثوث في الأمكنة بما يتيح للناس جانبا من الاستمتاع بمشهديات فنية في تناسق وتواؤم مع طبيعة هذه الفضاءات لكسر الأنساق المألوفة في التعاطي مع الفن، ومن ذلك الفضاءات المعتادة والمغلقة..

إنها فسحة الفن في تفاعلاته الشتى مع الفضاء العام في انفتاحه وحواره مع  الإبداع والابتكار. هكذا هي لعبة الفن المتجددة والتي ضمنها شهدت مدينة المنستير تظاهرة ثقافية تشكيلية من تنظيم المركب الثقافي "تظاهرة مارينا الفن والإبداع" التي انتظمت بالشراكة مع المركب السياحي مارينا في منجز فني لفنان الشارع اسكندر تاج الذي ترك بصمة في القرى والمدن التي مر بها وحول الشوارع والأماكن العامة إلى مجالات فنية مفتوحة.. كما انتظمت بشاطئ النخيل بالمنستير فعاليات تظاهرة "فنون العرائس على شاطئ روسبينا" في دورتها الأولى وذلك في تنظيم للمركب الثقافي تحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وبالشراكة مع المركز الوطني لفن العرائس ضمن مشروع قافلة العرائس.

وتتواصل بقية الأنشطة والفعاليات لهذه التظاهرة بعدد من العروض حيث ضم الافتتاح كرنفال عرائس وورشة السلحفاة البحرية مع ورشة الرسكلة، وتتعدد العروض المسرحية ومنها عرض مسرحية "البجعات" ومسرحية "طبيب الضيعة" ومسرحية "ما يراوش"، وذلك وفق إشراف فني وتنسيق للتظاهرة من قبل العرائسي المميز الفنان حسان السلامي ولتنشيط  العروض والورشات الفنان أسامة الماكني، وفي ورشة السلحفاة البحرية كل من الفنانين والفنانات ياسين بشر وخلود الناعس، وورشة الرسكلة وعبدالسلام الجمل وأميرة اللواتي، وتأمين التقنيات لأمين الشورابي.

تظاهرة متنوعة العروض والألوان الفنية المسرحية طيلة ثلاثة أيام، وذات خصوصية بين الترفيه والتوعية والبيئة تشمل العائلات والأطفال، وذلك ضمن هذا النشاط الثقافي الصيفي للمركب الثقافي بالمنستير بإدارة أميرة البكوش، وذلك اثر موسم ثقافي شهد خلاله المركب عديد الأنشطة والتظاهرات والمعارض والندوات والعروض الثقافية والفكرية والأدبية ذات البعدين الجهوي والوطني.

وفي جانب آخر من الأنشطة بالمركب اندرج تنظيم معرض "حتى لا ننسى" في إطار الأنشطة الثقافية التي تنظمها الجمعية المتوسطية للفنون المعاصرة بالتنسيق مع المركب الثقافي بالمنستير حيث أن "حتى لا ننسى" هو عنوان معرض تشكيلي جماعي لمجموعة من الأساتذة والباحثين الأكاديميين في مجال الفنون المعاصرة. شهد هذا المعرض العديد من الأعمال التشكيلية لتتضمن أفكارا هادفة قد تتحول إلى مسائل وتبين تفاعل الفنان مع حاضره ومع ما يحصل. هذا المعرض يعد بمثابة مساحة للتحاور والتفاعل الذي يوجه أفكارا هادفة ورسائل إنسانية.

وطبعا لا يمكن المرور دون ذكر تظاهرة ولدت لتتواصل بالمركب ونعني حدثا في المجال الإبداعي بخصوص الفنانات العصاميات حيث انتظمت الدورة الأخيرة لسنة 2024 بنجاح وتميز وقد برزت تجربة الملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي بمدينة المنستير منذ حوالي عقدين من الزمن كحاضنة للإبداع التشكيلي في شتى تعبيراته حيث يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر ليكتشف رواد هذا المهرجان الخصوصي وأحباء التعبيرات الجمالية في الفنون البصرية مجالات شاسعة من حيث الإبداع النابع من الذات في تلقائية الوعي الفني والرغبة والإصرار على التعبير بالفن، ومع مرور السنوات والدورات برزت تجارب مميزة كان لها الحضور المميز فيما بعد في الساحة الفنية التشكيلية بتونس.

المهرجان انطلق كبيرا وواضح الفكرة والسياق والمنطلقات والأبعاد ما جعله ملاذا للموهوبات من الفنانات في عدد من جهات تونس الأمر الذي ساعد على منح المشاركات إطارا للتكوين وتدعيم الجانب المتصل بالممارسة الفنية، إلى جانب اكتساب المعارف والخبرات عبر إشراك الفنانين المحترفين وتنظيم لقاءات تكوينية.

وتذكر المشاركات في الدورات الأولى والتأسيسية لمسارات هذا المهرجان حضور عدد من الفنانين المحترفين لتقديم تجاربهم عبر شهادات، ومن ذلك نذكر الفنانين الراحلين إبراهيم الضحاك ويوسف الرقيق...

وهكذا تواصل الأمر حيث تنطلق فعاليات الدورة 20 لهذا المهرجان العريق وفعالياته بإشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وبتنظيم من قبل المركب الثقافي بالمنستير يوم الخميس 25 أبريل/نيسان 2024، وذلك باستقبال المشاركات بالمركب الثقافي بالمنستير، ومن الفقرات المبرمجة نجد تقديم شهادات وتجارب حول النسوية الإبداعية بإشراف الأستاذين سامي بشير وحمدة دنيدن، وكان المجال لليوم الثاني الجمعة 26 أبريل/نيسان عبر انطلاق نشاط الورشات ولقاء بعنوان "تانيت وأيقونة الإبداع في زمن الرقمنة" بقصر الرباط بالمنستير، ومن الأنشطة هناك ورشة الرسم على الماء "فن الإيبرو" إشراف الفنانة زهرة زرّوق وورشة"Graphique"  مع الدكتورة هالة الهذيلي وورشة الفسيفساء مع الأستاذ كريم كريّم وورشة الطباعة الأحادية مع الدكتور محمد بركة...

بانوراما من الإبداعات والفنون وفعاليات الثقافية والفنية التي طبعت نشاط المركب لهذا الموسم المنقضي وفق عمل دؤوب وبرمجة ذكية ومتابعة مفتوحة لأجل تواصل إشعاع منارة المركب الثقافي في عوالم الفن والابتكار والإبداع.