هدى دبيش تجمع 'فناني المستقبل' الصغار في معرضها
ضمن تنوع نشاطها الفني التشكيلي والثقافي بصفة عامة قدمت الفنانة التشكيلية هدى دبيش معرضا للفنون التشكيلية، وذلك بفضاءات العروض بالمركب الثقافي بحمام الأنف وفق برنامج مفتوح بفعاليات تظاهرة Euro Ciné Voix في تعاون وشراكة مع بعثة الاتحاد الأوروبي بتونس.
هذا النشاط الذي برزت فيه إبداعات متعددة للفنانين الصغار كما تدعوهم الفنانة المؤطرة هدى دبيش لتقول عنهم "صغاري .. فنانو المستقبل"، وبهذا العدد الهام من الأعمال الفنية تابعه جمهور كبير محب للرسم والتلوين والإبداع التشكيلي بصفة عامة وفق حصيلة إنتاج ونشاط نادي الفنون التشكيلية بإشراف الفنانة دبيش.
نشاط فني جمالي تم تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، الإدارة العامة للعمل الثقافي، المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية بن عروس وبالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي بتونس، حضره ممثلو هذه الهيئات والمؤسسات منهم الأستاذ مهذب القرفي المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بمدينة بن عروس.
ويعد هذا المعرض مجالا مميزا لتنوع الإبداعات لدى الأطفال واليافعين والشبان الذين حضرت عائلاتهم بكثافة ليشهد النشاط جانبا من ثمار تأطير الفنانة التشكيلية هدى دبيش التي تميزت تجربتها منذ سنوات بمشاركات متنوعة في معارض تشكيلية، فضلا عن الحضور الفني والثقافي وهي تواصل نشاطها ضمن الإعداد لمعرض شخصي لفنها خلال بدايات العام الجديد 2025 ....
وبالمضي في سياقات هذه التجربة التي هامت صاحبتها بالتلوين ضربا من العبارة وقولا بالنشيد ونشدانا لانثى اللون في الأقاصي تقول كلماتها الملونة في غناء خافت تعرفه الوجوه والأحوال والدواخل وهي تخبر الآفاق بما فعلته الأمنية...
نجدها وبالعودة للبدايات وما تلاها قد سافرت منذ طفولة مع التلوين والرسم بحثا عن ذاتها في الجهات وخروجا عن الرتيب الكامن في التفاصيل لا تلوي على غير اللون ضوءا للجغرافيا والرسم شجنا يانعا تتجلى منه وبه الفكرة الإبداعية في مجالاتها الجمالية الفنية الإنسانية...
هدى دبيش الفنانة التشكيلية التي نعني رأت في الفن حياة أخرى لا تضاهى وفي ورشتها الفنية إطارا مغايرا للحلم البليغ للتعبير عن ذاتها وهي تحضن في حنو هائل حلمها المرافق لظلها .. الفن عندها بمثابة ما يتركه عطر في الأرجاء حيث القلب تأسره خطاه المبشرة بالجميل والمبتكر والمختلف...
تنوعت تجربتها الفنية فمن البروتريهات إلى الوجوه المتعددة بين الزخرف والقناع والصراخ وما به أحوال الكائن القلق .. والمرأة الحاضرة بتلوينات شؤونها وشجونها ... وغير ذلك من الأعمال الفنية حيث تعد لمعرضها الفني التشكيلي الشخصي لإبراز بانوراما التجربة والنشاط حيث كانت لها مشاركات ثقافية وفنية متعددة ...
وعن تجربتها والبدايات تقول الفنانة هدى دبيش "منذ طفولتي كنت أفضل اللعب واللهو بالأقلام والألوان وفي مرحلة التعليم الثانوي درست عند الأستاذ حسن ضيف الله الذي رغبني أكثر في مادة التربية التشكيلية من خلال مشاركتي في نادي الرسم الذي كان يشرف عليه مساء كل جمعة .. وعند حصولي على البكالوريا زاد اهتمامي أكثر بالفن فتوجهت للمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس أين تلقيت تكوينا أكاديميا طور موهبتي ثم واصلت دراستي وتحصلت على ماجستير البحوث في التراث التقليدي. بدأت مشواري الفني برسم الطبيعة ثم التطرق لبعض القضايا الإنسانية من ذلك لوحتي المسماة 'الشهيد' كذلك رسم البورتريه بتقنيات مختلفة أما الموضوع الأساسي لأعمالي فهو قضية المرأة باختلاف أجناسها وألوانها وهمومها وحبها للجمال حيث أنني أرسمها عبر التاريخ ماضيه، حاضره ومستقبله، فهي تظهر بوضوح في البعض من لوحاتي باللباس التقليدي مزدانة بوشم أمازيغي الذي يعد من أقدم الطقوس الأمازيغية وفي البعض الآخر تعبر على غموض النفس البشرية بعمقها التكويني وتركيبتها المعقدة، بالإضافة إلى ذلك فأنني أميل إلى التعبير من خلال لوحاتي عن مختلف المشاعر البشرية بتناقضها كالخذلان، الحب، الحرية، القوة، الضعف، البكاء والفرح. إن اللوحة تمثل بالنسبة إلي فضاء أبيض لا قيود فيه، فأنا أملك من خلاله الحرية في التعبير عن مشاعري وأفكاري خاصة أن معظم أعمالي فيها الجانب الحسي الذي يمكنني رسمه بشكل رمزي وحالم مستعملة تقنيات وخامات مختلفة....".
هكذا هي الفكرة والحال عند هدى الفنانة المجتهدة وفق حلم قديم متواصل .. متحصلة على الأستاذية في الفنون التشكيلية اختصاص رسم وماجستير بحوث في التراث التقليدي- تدرس بأكاديمية الفنون بحمام الشط وببعض المعاهد الخاصة شاركت في عدد من المعارض الجماعية وفي ندوات ثقافية وهي رئيسة الجمعية العالمية فرع تونس "la palette du monde" - نائبة رئيس الجمعية التونسية للتربية والثقافة - عضو بالجمعية التركية لوحات بلا حدود - منخرطة باتحاد الفنانين التشكيليين بتونس وحاصلة على شهادة التميز والإبداع من جمعية نجم الدولية بفلسطين 2019 وعلى وسام التميز والإبداع الفني 2020 من أكاديمية مصر للتدريب والتنمية...
فنانة تعانق فكرة التلوين بروح فيها الكثير من الرغبة والإصرار والمغامرة تقول بالفن فسحة جمالية لترميم ما تداعى من الحواس والعناصر في أومنة السقوط المربك والتداعيات الإنسانية.. تلهو بالرسم لتقول ذاتها في عالم تحلم بتحويله إلى علبة تلوين مثل أطفال البراءة الأولى... تجربة فنية متواصلة لهدى دبيش ونشاط فني جمالي تم تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية.