أفلام التيرميناتور تشوه سمعة أنظمة الذكاء الاصطناعي

باحثون يقولون إن السلسلة السينمائية الخيالية التي تتناول خروج الآلات عن سيطرة البشر تقدم صورة مرعبة وغير حقيقية عن هذه الأنظمة المتطورة.
الصورة التي تقدمها الأفلام لا تتماشى مع حقيقة أنظمة الذكاء الاصطناعي
من حق الجمهور التخوف من المستقبل بعد مشاهدة ذا تيرميناتور
سلسلة ذا تيرميناتور تركز على سيطرة الآلات على الكرة الأرضية

عبر خبراء في مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي عن انزعاجهم من الأفلام التي تشوه سمعة هذه التكنولوجيا مثل السلسلة الشهيرة التيرميناتور التي تتطرق إلى تحكم الآلات بالبشر والأرض بطريقة شرسة.
ويتمنى باحثو هذه الأنظمة الذكية مع بداية عرض النسخة السادسة من هذه الأفلام ألا يشاهده أحد، لكن الجزء الجديد الذي حمل عنوان "ذا تيرميناتور: المصير المظلم" الذي بدأ عرضه في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري يتصدر إيرادات شباك التذاكر في العديد من الدول التي أخرجته إلى شاشات السينما، وتأمل شركة باراماونت بيكتشرز المنتجة من خلال طرحه في هذا التوقيت أن تحجز مكانا في موسم الجوائز، ابتداء من البافتا ومرورا بغولدن غلوب وانتهاء بالأوسكار.
وتتمتع سلسلة "ذا تيرميناتور" بشعبية كبيرة، فمنذ طرح الجزء الأول عام 1984 ومحبو الخيال العلمي والسفر عبر الزمن ينتظرون صدور الأجزاء الجديدة واحدا تلو الآخر، وكان الجزء الثاني صدر في 1991 تحت اسم "يوم القيامة"، والثالث في 2003 وكان اسمه "نهوض الآلات"، وفي عام 2009 صدر الجزء الرابع الذي حمل اسم "الخلاص"، فيما الخامس عرض خلال 2015 تحت عنوان "البداية".
وشهدت الأجزاء الأولى نجاحاً مبهراً الا أن الجزء الرابع، الذي لم يشترك فيه شوارزنيغر، أدى إلى إفلاس المنتجين لعدم إقبال المشاهدين عليه.

ووفقا لموقع "مرصد المستقبل" الإماراتي نقلا عن "بي بي سي نيوز" فإن خبراء صرحوا أن المشكلة عندهم أن الأفلام تشوه الذكاء الاصطناعي، تشويها قد يقذف في قلوب الناس خوفا لا مبرر له من تلك التقنية، كما خوّفهم فيلم "الفك المفترس" ذات يوم من الخوض في البحر.
وأوضح يوشوا بنجيو أحد رواد أبحاث الذكاء الاصطناعي إن أفلام ذا تيرميناتور "ترسم صورة لا تُماشي ما نعلمه حاليًّا ونفهمه عن الكيفية التي تُصمَّم بها أنظمة الذكاء الاصطناعي في الحاضر، أو حتى في المستقبل القريب".
وهذا يعني أن صناعة نظام روبوتي يخرج عن سيطرة البشر كما في الأفلام مشروع بعيد جدا، فبحسب بنجيو "بيننا وبين أنظمة الذكاء الاصطناعي الفائقة طريق طويلة جدًا، بل قد يتعذّر أصلا تخطّي الذكاء البشري".
ويشدد الخبراء أنه حتى لو أن جمهور هذه الأفلام يعون أن الروبوتات وأنظمة الذكاء الاصطناعي الموجودة في حياتنا لا تشبه آلات السلسلة السينمائية، إلا أن من حقهم التحسب والتخوف من المستقبل فيما لو طورت هذه البرامج المتطورة أنظمتها وأصبحت تهاجم البشر.

ليندا هاميلتون
يتعذّر أصلا تخطّي الذكاء البشري

 وشرحت جوانا برايسون، خبيرة الذكاء الاصطناعي في جامعة باث، لموقع بي بي سي "إن الذكاء الاصطناعي يساعدنا بالفعل على تدمير الديمقراطيات وإفساد الاقتصاد والقانون. جيّد أن نجعل الناس يفكرون في مشكلات أنظمة الأسلحة المستقلة".
ويعرض حاليا الفيلم السادس من السلسلة الذي تم تصنيفه للكبار فقط، لوجود بعض المشاهد العنيفة ضمن الأحداث، وهو من بطولة آرنولد شوارزنيغر الذي يلعب دور الإنسان الآلي الذي يحترف القتل، ويخرجه تيم ميلر، وينتجه جيمس كاميرون الذي أخرج أول جزءين، ويحمل مفاجأة لعشاق السلسلة المثيرة بعودة النجمة الأميركية ليندا هاميلتون بدورها الأيقوني سارة كونر الذي جسدته في الفيلم الأصلي عام 1984، والجزء الثاني عام 1991.
تدور أحداث القصة الجديدة في العام 2029 أي بعد عشرين عاما من أحداث الفيلم الثاني "يوم القيام"،  ويركز على سيطرة الآلات على الكرة الأرضية عن طريق تصنيعها الذاتي لنفسها بعدة أشكال منها رجال آليون، فيما تنشأ مقاومة بشرية ضد الآلات بقيادة زعيم المقاومة جون كونور.
وفي الأحداث سيصيب الروبوت الشهير تطورا كبيرا فيتحول من تلقاء نفسه من T- 500 إلى T-800".
وكان أن دشن شوارزنيغر الذي منحته السلسلة الخيالية شهرة كبيرة، دشن أول الأجزاء بعبارة "سأعود" الشهيرة، وتحول بطل كمال الأجسام النمساوي إلى ممثل لعب دور روبوت خطير يحترف الفتك بالبشر.