الثوم لا يصد كورونا


ارتفاع جنوني لأسعار الثوم في تونس اثر انتشار أخبار على مكافحته للفيروسات وللبكتيريا، ومنظمة الصحة العالمية تعتبره من الأطعمة الصحية لكنها لا تجد أدلة علمية على قدرته على الوقاية من كورونا.

تونس - في ظل تمدد رقعة وباء كورونا في العالم وارتفاع عدد الاصابات به في تونس، ارتفع سعر الثوم بصورة جنونية في الأيام القليلة الماضية بسبب إقبال المستهلكين عليه بصورة غير مسبوقة وايمانهم بانه يقي من الوباء المستجد.
ومن المتعارف عليه ان الثوم يساعد في مقاومة الجراثيم وتطهير الجسم من البكتيريا الضارة مما اكسبه مكانة خاصة وجعله ملاذ لتونسيين يخافون من الفيروس المستجد.
وقال الدكتور الروسي فلاديمير زايتسوف ان جهاز المناعة القوي لا يخاف من الأمراض الفيروسية، وكورونا يهاجم بالدرجة الأولى الأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف، لذلك فإن تناوله يعزز مناعة الجسم لأنه يحتوي على مبيدات نباتية لها خاصية مضادة للفيروسات".
وقال الخبير الروسي في مقابلة مع صحيفة "أرغومينتي أي فاكتي"، إن أعراض الإصابة بفيروس "كورونا" الصيني شبيهة بأعراض الإنفلونزا.
واضاف الخبير زايتسيف، "يمكن تناول الزنجبيل بدلا من الثوم، لأنه يحتوي أيضا على مركبات عديدة مفيدة لها خصائص مضادة للفيروسات علاوة على ذلك فان النعناع يعزز مناعة الجسم".
وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات ونصائح تثمن فوائد الثوم ومنافعه وقدرته على صد الخطر الداهم.
ونشرد مغرد صورة ساخرة لطبق من الثوم مرفق بتعليق "دواء للكورونا".
وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لثوم معروض للبيع مرفوقا بلافتة كتب عليها "ثوم الكورونا 35 دينار" وعلق نشطاء "سيدي الثوم بـ35 دينار بسبب الكورونا".
ويستخدم الثوم عادة لتقوية المناعة أو تخفيف آثار الانفلونزا، وهو مرض تشبه أعراضه تلك العائدة لفيروس كورونا المستجد.
كما يساهم الثوم في محاربة سرطان الرئة وفقا لدراسة علمية صينية.
ومن المعروف ان فيروس كورونا ينهك الرئة ويحدث بها اضرار كبيرة.
ووجدت دراسة سابقة أن تناول الثوم النيئ مرتين في الأسبوع فقط يمكن أن يخفف خطر الإصابة بسرطان الرئة الذي يصيب بنسب عالية ومتفاوتة الخطورة المدخنين.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن باحثين في مركز محافظة غيانغسو الصيني لمراقبة الأمراض والوقاية منها، وجدوا أن البالغين الذين يتناولون بشكل منتظم الثوم النيئ كجزء من نظامهم الغذائي على الأقل مرتين في الأسبوع هم اقل عرضة بنسبة 44 بالمائة للإصابة بسرطان الرئة.
وقالت باحثة ان تناول الثوم بطرق أخرى سواء كان خاما او طازجا او مسحوقا لم يكن له نفس الاثر.
وأضافت "حين تطهو الثوم الطازج يختفي المكون المسؤول عن خفض ضغط الدم".

ثوم
تخفيف آثار الانفلونزا

ومضت تقول "أعتقد أن ما يهم توضيحه هو أن خلاصة الثوم كمكمل غذائي هي السلاح السري ضد ارتفاع ضغط الدم".
ويعتقد على نطاق واسع أن الثوم ينشط ويوسع الشرايين القلبية وروج ممارسو طب الايورفيدا الهندي التقليدي لقرون لفوائد الثوم وانه يقي من ارتفاع ضغط الدم.
وقال سونداري غانيش وهو من ممارسي هذا الطب "الثوم كان يستخدم كعلاج لخفض ضغط الدم في طب الايورفيدا لالاف السنين".
وتراوح سعر الثوم في سوق تونس المركزية ومتاجر كبرى كثيرة، ما بين 20 و25 دينارا للكيلوغرام، ما يعادل 7 إلى 9 دولارات، في بلد يقارب متوسط الدخل الشهري فيه 600 دينار أي 213 دولارا.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه على الرغم من أنّ الثوم "طعام صحي وقد يساعد في مواجهة الميكروبات"، فانه لا يوجد دليل على أنّ تناوله قد يحمي من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
واعتبر خبراء انه في الكثير من الحالات طالما أن العلاجات البديلة لا تمنع من اتباع نصيحة طبية مبنية على أدلة مثبتة فهي لا تضر في حدّ ذاتها.
ويقول مدير المنافسة في وزارة التجارة التونسية ياسر بن خليفة إن "الإقبال غير المبرر على الثوم أدى إلى ارتفاع الأسعار"، مشيرا إلى صعوبة في التزود منه من الأسواق العالمية.
وتعتبر الصين أكبر منتج للثوم في العالم إذ تنتج أكثر من عشرة ملايين طن سنويا وتهيمن على حوالي 90% من حجم تجارة الثوم العالمية وتليها في ذلك ألمانيا وإسبانيا.
وراجت معتقدات شعبية في وقت سابق بين الصينيين عن قدرة الثوم على الوقاية من إنفلونزا الخنازير.
وحققت اسبانيا جراء انتشار فيروس كورونا المستجد وغلق الحدود الصينية استفادة غير مسبوقة على مستوى تصدير الثوم البنفسجي الذي تعرف به مدينة لاس بيدروناس.
 وارتفعت صادرات اسبانيا من الثوم بين 20 إلى 25 بالمائة إلى مختلف دول العالم، ونجحت في تسويق 70 بالمائة من الثوم المخزن لديها.
واجتاحت اسبانيا أسواق جديدة على غرار جنوب إفريقيا وأندونيسيا ودول أميركا اللاتينية.