جائزة الشيخ زايد للكتاب تنصف "الإنسان الرومنطيقي"

تتويج الكاتب التونسي والمترجم محمد إيت ميهوب بجائزة الشيخ زايد فرع الترجمة في أحدث دوراتها.
كتاب "الإنسان الرومنطيقي" للفيلسوف والأديب الفرنسي جورج غوسدورف كتاب مهم جدا في تاريخ الفلسفة والفكر العالميين
جائزة الشيخ زايد ليست مجرد جائزة لتثمين الأعمال المرشحة إليها تثمينًا ماديًا

بمجرد إبلاغه بنيأ فوزه اليوم بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الترجمة في أحدث دوراتها، صرح الناقد والروائي التونسي البارز الدكتور محمد آيت ميهوب لميدل إيست أونلاين قائلًا: لعل هذا ما يحدث في كل الجوائز؛ يكون المرشح إليها في انتظار سماع الخبر السعيد في كل لحظة، ثم حين تأتيه البشرى يضطرب ويرتبك.
 هذا مع كل الجوائز، لكنه يصير أقوى مع الجوائز الجادة كجائزة الشيخ زايد. فلا أخفيك أنني قد سعدت سعادة غامرة بهذا التتويج العلمي والأدبي، من أجلي طبعا، ومن أجل "الإنسان الرومنطيقي" أيضًا، إذ أنصفته هذه الجائزة.
 فمما لا شك فيه أنها ستلفت أنظار النقاد والباحثين إلى أهمية العودة إلى دراسة الفكر الرومنطيقي في منابعه الفلسفية الأولى. وإنه لشرف عظيم لي أن أنال جائزة الشيخ زايد للكتاب، هذه الجائزة التي تعدّ أهم الجوائز العربية على الإطلاق، وإحدى أهم الجوائز العالمية رفعة ومجدًا. وأضاف الدكتور ميهوب قائلًا: يكفي أن يقرأ المرء تقرير لجنة التحكيم ليقف على مدى جدية عملية التحكيم، ومدى التزام أعضائها بقواعد التقييم الموضوعي النزيه.
 وأضاف قائلًا: ربما لن آتي بجديد حين أقول إن جائزة الشيخ زايد ليست مجرد جائزة لتثمين الأعمال المرشحة إليها تثمينًا ماديًا كشأن أغلب الجوائز العربية، إذ استطاعت أن تغدو مؤسسة نقدية وعلمية جامعة تسهم مساهمة كبيرة في تنشيط الحركة الثقافية والفكرية والأدبية العربية، وتؤثر تأثيرًا مهمًا في توجهاتنا الثقافية والفكرية الكبرى. 
وعن أهمية الكتاب الذي تحمس لترجمته عن الفرنسية، فإذا به يهديه الفوز، يقول ميهوب: إنّ كتاب "الإنسان الرومنطيقي" للفيلسوف والأديب الفرنسي جورج غوسدورف كتاب مهم جدا في تاريخ الفلسفة والفكر العالميين، ومرجع لا غنى عنه لمن يريد التعمق في الرومنطيقية والفكر الغربي الحديث عامة، ولطالما تمنيت، وأنا شاب، أن أترجم هذا الكتاب وأهديه إلى المكتبة العربية. وقد تحقق لي ذلك والحمد لله.
 أما اليوم وقد توج بجائزة الشيخ زايد، فإنني أشعر أن ترجمتي أخذت أبعادًا جديدة تزيدها أهمية، وتخول لها مزيد الانتشار بين القراء العرب. وهذا في رأيي أهم دلالات الجائزة والفلسفة العميقة منها.
 لقد أمضيت سنوات طوالا في ترجمة هذا السفر الفكري والأدبي الضخم معتكفًا عليه في عزلة وانفراد، وجاء هذا اليوم ليدفع بـ"الإنسان الرومنطيقي" إلى الأضواء ويضعه بين أيدي القراء والباحثين الأكاديميين المختصين على حد سواء، فيصير الانتفاع به عامًا متنوعًا. 
ويشير ميهوب إلى أن في ذلك أيضًا حكمة أخرى من حكم هذه الجائزة القيمة. 

Sheikh Zayed Book Award
تتويج علمي وأدبي

ويضيف بأنه ما من شك في أن هذا التتويج الرائع سيزيده عزمًا على مزيد من الاجتهاد في عمله، وتسخير نشاطه الأدبي والعلمي لخدمة أبرز دلالات جائزة الشيخ زايد والأهداف المسطرة لها، ألا وهو نشر ثقافة التسامح، وترسيخ أسس الحوار بين الحضارات.
وينتهز مبدعنا وعالمنا التونسي الكبير الدكتور محمد آيت ميهوب هذه المناسبة ليوجه الشكر إلى جمع كبير من الأصدقاء الذين آمنوا بأهمية ترجمة هذا الكتاب قبل أن تتحقق، وهي ما تزال فكرة تتلجلج في الخاطر، واحتضنوها بعد أن استوت كتابًا بالقراءة والنقد والتعريف. وخصّ بالذكر البروفيسور محمد محجوب، أستاذ الفلسفة والمدير المؤسس لمعهد تونس للترجمة، الذي لم يتردد لحظة حين اقترح عليه فكرة ترجمة الكتاب، في دعم المقترح واعتماده، ثم تكفل بمراجعة الترجمة وساعده كثيرًا في ترجمة المصطلحات والمفاهيم الفلسفية.
وكذلك وجه أشكر لصديقه الشاعر المبدع مختار العمراوي، أحد أشد من عرفت في حياته تبحرًا في اللغة الفرنسية، إذ قرأ معه أقسامًا مهمة من الكتاب، وساعده في حل بعض ما استغلق في النص من تراكيب، وكذلك عايدة عبدالحميد والشاعر الدكتور راشد عيسى.
يقول: كل الشكر والامتنان لما حبوتم به ترجمتي من عناية ومتابعة نقدية جادة. كما لا يفوتني شكر معهد تونس للترجمة؛ إدارة وموظفين وعملة الذين لا يبخلون علينا نحن المترجمين بأي جهد أو مساعدة، ممهدين لنا كل الظروف المناسبة للرقي بالترجمة في تونس، وترسيخ مكانتها الرائدة في سياق حركة الترجمة العربية.