ليبيا 17 فبراير.. ثورة الدم والألم

تمكن الثوار من خلق الفوضى المثالية للنهب والسلب وتفتيت أسس الدولة.
ما حصل في 17 فبراير كشف حجم المؤامرة على الدولة الليبية وشعبها
بدأ فصل جديد من الوصاية الدولية على ليبيا بعد الثورة

لقد انتهجت الثورة منذ انطلاقتها العمل المسلح والحديث عن ان النظام هو من اجبرها على ذلك فنّده رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل الذي نقل عنه راس النظام تعليماته بان دعوهم يحرقوا ويكسروا ما يشاءون. احرقوا مراكز الشرطة والمقار العامة للدولة في المنطقة الشرقية واستولوا على مخازن الاسلحة، اعلنوا انشقاقهم عن النظام وأخذت وفود الدول الراعية لأعمال العنف في الوصول الى بنغازي، تبعه وصول طائرات شحن عسكرية عربية وغربية محملة بمختلف انواع الاسلحة والذخائر، امتدت اعمال العنف الى الغرب الليبي وتم الاستيلاء على مخازن الاسلحة بالمنطقة الجبلية الغربية ومحاولة الاستيلاء على العاصمة، ما يشي الى حجم المؤامرة على الدولة الليبية وشعبها الابي الذي قاوم كافة اصناف الاحتلال على مختلف العصور.

قدمت الجامعة العربية الدولة الليبية على طبق من ذهب الى المجتمع الدولي، فكانت القرارات الجائرة 1970 و1973 حظر الطيران وتمزيق اوصال البلاد ومن ثم التدخل عسكريا بحجة حماية المدنيين، تم تعطيل منظومة الدفاع الجوي وضرب مقرات الجيش وتدميرها، لفتح ممرات آمنة امام الثوار الاشاوس للتقدم نحو العاصمة والاستيلاء عليها وكان لهم ذلك بعد ستة اشهر من الاعمال الحربية القذرة تم خلالها ايقاف البواخر المحملة بمختلف انواع البضائع والمؤن والمحروقات لتجويع الشعب الليبي وإذلاله.

بدأ فصل جديد من الوصاية الدولية على ليبيا وتوضع تحت الفصل السابع وليدخلها كل من هب ودب، بمن فيهم المرتزقة وشذاذ الافاق وأصحاب السوابق، فتنهب الاموال العامة من قبل من يدّعون الحرص على اقامة العدل والمساواة بين الناس ورفع مستوى المعيشة، فيدخل هؤلاء الشراذم شريحة اصحاب رؤوس الاموال ويزداد عددهم بعدد الايام التي تمر على رأي غسان سلامة وتدمر مقدرات الدولة ويهبط الشعب في المقابل الى شريحة المعوزين المفتقرين الى ابسط سبل العيش، ليصطف ابناءه في الطوابير المختلفة علهم يتحصلون على بعض حاجياتهم الضرورية، ناهيك عن الانقطاع شبه اليومي للماء والكهرباء والمحروقات.

المجتمع الدولي فرض ما يسمى مسرحية الصخيرات التي قام بلعب ادوارها مرتزقة ليبيين يحركهم من خلف الستار، ملّ الجمهور مشاهدتها وظهرت الخفايا الامور من نهب للأموال وتعيين للمعارف والأقارب في مناصب بالداخل والخارج، ربما فاقت السفارات والقنصليات الليبية العاملة بالخارج نظيراتها الاميركية من حيث العدد، اما بخصوص اعداد العاملين بتلك السفارات، فانه رقم خيالي لا يصدق، لا حرج ان قلنا بأنهم جميعا لا ينتمون الى السلك الدبلوماسي بصلة ولا شهادات عليا، بل شهادات نهب ونصب واحتيال وإجرام، فالطيور على امثالها تقع.

السيدة ستيفاني ويليامز باقتدار اختارت اعضاء حوار جنيف، انهم كالدمى على المسرح تحركهم كيفما تشاء تأمرهم بالحديث والسكوت والجلوس بل تمنعهم من فترة الاستراحة لتنجز على ايديهم وبواسطتهم ما تريده الدول الكبرى، نأمل ان تساهم مخرجات جنيف في طي المرحلة الانتقالية التي طالت كثيرا، لم تنفع تأوهات البعض نتيجة الارهاق وعدم تناول الاكل على فترات متقاربة فاغلبهم يعانون الضغط والسكري في التخفيف من صلابة ستيفاني ويليامز ولم تفت في عضدها، لكنها على اية حال اخذت عليهم مواثيق وعهود بالوصول الى موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية دونما حوادث تذكر، لتكون بذلك افضل مندوب اممي استطاعت ان تصل الى نتيجة مرضية لكافة اطراف الصراع.السؤال هل ستنتهي الازمة التي عصفت بالليبيين على مدى عشر سنوات؟ ويصار من اجرم في حقهم الى العدالة؟

من ركبوا موجة الثورة وروادها والمستفيدون منها، قالوا عنها بأنها ثورة التكبير ما يوحي للسامع بأنها مباركة من الرب وسيقيمون حدود الله، بدأت اول عملية ازهاق لنفس بشرية في بنغازي، لعسكري اسمر البشرة نعتوه بأنه افريقي اسمر جنّده النظام، لم تفلح صرخاته المدوية بأنه ليبي اصيل، صلبوه، سلخوه، قطّعوا اوصاله، ليكون وصمة عار في جبين الثوار الذي لم ولن يندى وعملية بربرية مأساوية نفذت على مرأى ومسمع الغرب الاستعماري المتشدق بحقوق الانسان وحمايته، لم يحرك ما يعد شريكا في الجريمة، وسيظل الشوشان وسام شرف لعائلته ووطنه الذي دافع عنه وسياتي اليوم الذي يخلد فيه وزملاءه الوطنيين ويعمل له نصب تذكاري (رمز) في مختلف المناطق.