مشاهير هوليوود يخوضون صراع البقاء على غرار 'مباريات الجوع'

القوة والثروة التي تسمح للكثيرين في مجتمع هوليوود بتحمل تكاليف الأطباء عند الطلب والوصول بالطائرات الخاصة إلى مكان اللقاحات، مكنتهم من الحصول على جرعات أكثر أمانًا وكفاءة من المواطنين العاديين.
مخرجون تحولوا من أعمالهم اليومية للتركيز على مساعدة النجوم في العثور على لقاحات

على غرار أفلام "هانغر غايمز" (مباريات الجوع) يتسابق سينمائيون وفنانون وإعلاميون نافذون في هوليوود للحصول على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بأية وسيلة.
ومع انتشار لقاحات فيروس كورونا في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، وتزايد الإصابات والوفيات الجديدة بمعدلات مقلقة في مدن مثل لوس أنجليس، يستفيد بعض السينمائيين والإعلاميين من نفوذهم واتصالاتهم ليكونوا من بين أول من يتلقون التطعيم.
وكان العديد منهم يتنقلون عبر الأطباء الخاصين لتلقي أحد لقاحين معمول بهما في البلاد، وكان آخرون يستغلون مواردهم الهائلة في اندفاع مجنون للحصول على التطعيم بينما تعمل الحكومة، وخاصة في هوليوود في كاليفورنيا، في حملة بطيئة لإعطاء اللقاح. 
ووفقا لمجلة "فارايتي" الفنية وصف أحد كبار التنفيذيين في مجال الترفيه الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، تهافت السينمائيين على اللقاحات "إنها لعبة هانغر غايمز موجودة"، في إشارة إلى السلسلة الشهيرة المقتبسة عن روايات الكاتبة سوزان كولنز والتي أسفرت عن أربعة أفلام (الفيلم الثالث قسم إلى جزءين)، وهي تروي قصة الفتاة كاتنيس إيفردين التي أجبرها النظام الشمولي لعالم بانيم الخيالي على المشاركة في معارك مميتة خلال ألعاب تشبه برامج تلفزيون الواقع.

هاريسون فورد
هاريسون فورد حجز موعدا خاصا للحصول على اللقاح

وتقول المجلة الأميركية إن القوة والثروة التي تسمح للكثيرين في مجتمع هوليوود بتحمل تكاليف الأطباء عند الطلب والوصول بالطائرات الخاصة للانخراط في سباق اللقاحات، مكنتهم من الحصول على جرعات أكثر أمانًا وكفاءة من المواطنين العاديين، وهذا ما يوضح الفجوة الهائلة الموجودة بين من يملكون ومن لا يملكون في هذا البلد عندما يتعلق الأمر بالرعاية الصحية.
تستكشف بعض وسائل الإعلام ذات الوزن الثقيل بصراحة الخيارات خارج النظام الصحي لمقاطعة لوس أنجليس فيما يرون أنه سباق حياة أو موت ضد الطلب المرتفع والعرض المحدود للقاحات.
ويعد إيرفينغ أزوف أسطورة صناعة الموسيقى من بين أولئك الذين حصلوا مؤخرا على لقاح، في منتصف يناير/كانون الثاني عندما وسعت مقاطعة لوس أنجليس وصول حملة اللقاحات للمواطنين الذين يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكبر، وهي فئة جديدة كانت في السابق تعطي الأولوية فقط للعاملين في مجال الرعاية الصحية وأولئك الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا.

أرنولد شوارزنيغر
شوارزنيغر من أوائل من تلقوا اللقاح

وقالت المصادر إن أزوف كان يسهل اللقاحات لمن هم في مجال نفوذه، إلا أنه أكد فقط تلقيحه، قائلا "أنا أبلغ من العمر 73 عامًا وقد نجوت من مرض السرطان، لقد قمت مؤخرًا بإزالة جزء من أمعائي، وأنا سعيد لأني تلقبت اللقاح".
ولا يزال توافر اللقاحات يمثل مشكلة في مقاطعة لوس أنجليس التي تعد واحدة من أقل معدلات التحصين في الولايات المتحدة، وأكد الدكتور روبرت هويزنغا المقيم في بيفرلي هيلز لـ"فارايتي": "لقد رأينا أشخاصًا يحاولون التسلل إلى مهنة الرعاية الصحية أو العاملين في دور رعاية المسنين، حتى يحصلون على لقاح مبكر". 
وأضاف إن المئات من مشاهير هوليوود يذهبون بقوة إلى مقدمي الرعاية الصحية للحصول على معلومات حول متى يمكنهم تلقي اللقاح، وقال مطلعون إن المديرين والوكلاء والمنتجين وعدد قليل من مخرجي الأفلام تحولوا من أعمالهم اليومية للتركيز على مساعدة العملاء والنجوم في العثور على لقاحات لأفراد أسرهم.
أمضى هاريسون فورد ساعتين ونصف الساعة في الطابور في كلية إل كامينو المجتمعية في تورانس كاليفورنيا الأسبوع الماضي بعد حجز موعده الخاص، ورفض ممثل عن النجم البالغ من العمر 78 عامًا التعليق أكثر، لكنه أرسل شكره إلى المتخصصين في الرعاية الصحية والمتطوعين.
وشارك أرنولد شوارزنيغر الحاكم الجمهوري السابق لولاية كاليفورنيا البالغ من العمر 73 عامًا مؤخرًا تجربة مماثلة في شرق لوس أنجليس على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، وغرد المنتج المرشح لجائزة الأوسكار فرانك مارشال، 74 عامًا، صورة لوثائق التطعيم يوم الخميس الماضي.
وبالطبع ليس كل المشاهير راضين عن التنقل في عملية التطعيم البيزنطية في كاليفورنيا، فقد سافر ألين شابيرو الرئيس التنفيذي السابق لشركة غولدن غلوب البالغ من العمر 73 عامًا، عبر طائرة خاصة إلى فلوريدا بحثًا عن اللقاح مع الأصدقاء، بينما شجبت بعض التقارير هذا باعتباره مثالًا على سياحة اللقاحات.