ناتالي بورتمان تعود دون قدميها من الفضاء

النجمة الأميركية تجسد في فيلم 'لوسي في السماء' دور رائدة فضاء تعيش بين الخيال والواقع بعد رجوعها من مهمة خارج كوكب الأرض.
انعدام الجاذبية يلغي وظيفة القدمين في الفضاء
فيلم يدرس نفسيات رواد الفضاء بعد العودة إلى الأرض
كل شيء يبدو مملا بعد العودة من كون ساحر وهادئ

يخرج إلى شاشات السينما العالمية الجمعة 4 أكتوبر/تشرين الأول فيلم الخيال العلمي "لوسي في السماء" (لوسي إن ذا سكاي)، للنجمة الأميركية ناتالي بورتمان والمخرج نوح هاولي.
 يتناول الفيلم قصة رائدة فضاء تدعى لوسي كولا تذهب في مهمة خارج كوكب الأرض لتعود بنفسية مختلفة وتأثر كبير، ويصعب عليها التأقلم مرة أخرى مع حياتها قبل رحلتها إلى الفضاء، خاصة وأنها بدأت تخلط بين الواقع والخيال في تصور حياتها.
يشارك في "لوسي في الفضاء" مجموعة كبيرة من الممثلين بجانب بورتمان، أبرزهم جون هام وزازي بيتز ودان ستيفنز وإلين بيرستين وتيغ نوتارو، وغيرهم.
الفيلم يعيد بشكل غير مباشر قصة رائدة الفضاء الأميركية ليزا نوفاك التي طردتها وكالة الفضاء الاميركية في عام 2007، بسبب غيرتها في قصة حب مع رائد آخر وصديقة له.
وقد اتهمت محكمة في أورلاندو بولاية فلوريدا ليزا نوفاك (34عاما) التي شاركت في أول رحلة مكوكية عام 2006 بتهمة التعدي بالضرب ومحاولة الاختطاف بعد مهاجمتها غريمتها في حب زميلها رائد الفضاء وليام أوفلين، وضحية الاعتداء هي كولين شيبمان وهي ضابطة بالجيش ولكنها ليست رائدة فضاء.
وقادت نوفاك سيارتها لمسافة 1450 لمسافة طويلة جدا مرتدية حفاظات حتى لا تتوقف لاستخدام الحمام في سباق لاعتراض شيبمان في مطار أورلاندو، ومتنكرة بشعر مستعار ومسلحة بمسدس ورذاذ فلفل والكثير من الحقد والغيرة.

لوسي في السماء
مشهد من الفيلم يجمع ناتالي بورتمان وجون هام

وعن موضوع الحفاظات بالتحديد قالت بورتمان لصحيفة "لوس أنجليس تايمز": "لقد كان تفصيلا مثيرا للاهتمام، لكنه في الواقع جزء من حياة رواد الفضاء، فهم يلبسون حفاظات طوال الوقت"، ونفت تطرق الفيلم لهذه التفصيلية الخاصة من أزمة نوفاك.
وفي العرض الأول للفيلم في لوس أنجليس أبدى المخرج تعاطفه مع محنة ليزا نوفاك، وقال إنه لم يكن ثمة داع للتطرق لمسألة الحفاظ، فقد عوقبت نوفاك بأنها حرمت من أكثر شي تحبه وتهتم به، مضيفا أنه "لا نحتاج إلى معاقبتها من خلال إذلالها".
وقال النجم جون هام الذي جسد في الفيلم دور حبيب الرائدة لوسي "لسنا مهتمين بإهانة هذه التجربة الإنسانية الحقيقية للغاية. نحن مهتمون أكثر بالتعرف على الأسئلة الفلسفية الكامنة وراءها والأسئلة العاطفية أيضا".
وكانت قصة نوفاك تصدرت عناوين الصحف العالمية في وقت أزمتها العاطفية وصاغت وسائل الإعلام القصة باعتبارها تمثل حبا وحشيا وسلوكا يائسا لعاشقة مجروحة تشعر بغيرة قاتلة.
واعتبر نقاد بعد العرض الخاص للفيلم أنه يسلط ضوءا جديدا متعاطفا على شخصية نوفاك دون تناول موضوع الحفاظات، الذي بالضرورة لو طرح سيثير الكثير من الضحك في صالات السينما، وهو ما لا يريده المخرج من إعادة قصة الرائدة الأميركية التي وقعت ضحية لضغوط عاطفية وتمييز جنسي في (ناسا).

ويشبه فيلم "لوسي في السماء" دراسة درامية لنفسيات رواد الفضاء بعد عودتهم إلى الأرض وما يخالطها من غرابة وتأثر وعدم انسجام مع الآخرين، وكان هذا الجانب قد طرح في فيلم النجم براد بيت الأخير "آد استرا" الذي صدر في يناير/كانون الثاني الماضي، وتناول قصة سفر رائد يدعى روي ماكبرايد ويؤدي دوره بيت، عبر النظام الشمسي للعثور على والده الذي فشل في مهمته للذهاب إلى كوكب نبتون من أجل العثور على إشارات خارج كوكب الأرض.
فحين تعود رائدة الفضاء لوسي كولا إلى منزلها بعد رحلة ساحرة إلى الفضاء، تكتشف أن كل شيء أصبح مملا على الأرض، فقد كان الفضاء بالنسبة لها مذهلا حتى لو لم تكن تستطيع وضع قدميها على أرض صلبة، وأكثر هدوءا من شوارع مدينتها.
لوسي التي لا تجد قدميها بعد عودتها، لا تستطيع في الفيلم التعبير عن مشاعرها بعد العودة إلى زوجها وبيتها، خاصة وأنها ارتبطت بعلاقة عاطفية مع زميلها مارك غودوين (جون هام)، وعاشت من قبل طفولتها ومراهقتها في بيت يفضل فيه الأبوان الذكور على الإناث، ويعتبران البنت أقل درجة من الولد ولا يحق لها ما يحق له. 
قصة لوسي في الفيلم تتقاطع بشكل موارب مع أزمة رائدة الفضاء ليزا نوفاك، بما في ذلك عدم التوازن العاطفي والارتباك الذي يقود إلى الخيال في حالة لوسي، وإلى الجريمة في محنة ليزا.