ورطة الشيعي (4)

هل يجوز اصطلاحًا أن نُسمي الشيعة الأثني عشرية بطائفة التديّن المزاجي؟
طائفة معلقة بين التدين البدائي والانتماء المدني المخفف للدين
الشيعي يوبخ من لا يصوم او يصلي او يزور كربلاء ولكنه لا يكترث بمبحث الألوهية والتوحيد

*السؤال:" هل يكون الظن معتبرًا في الإعتقاديات كاعتباره في الفرعيات؟/ السيد عبد الأعلى السبزواري؟"(1)

هل تصلح عبادات من لم يقع على الاستدلال المعتبر في العقائد الخمس بأدلة عقلية علمية رصينة تحصّلت بمجهود شخصي وليس بمعونة التقليد والتلقين؟

والعقائد الخمس الشيعية هي: التوحيد؛ النبوة؛ العدل؛ المعاد؛ والإمامة.

*الجواب: " باعتبار أن رأي المجتهد يورث المُقلِد علمًا أو ظنًا؟

الجواب: يورثه ظنًا.

هذا الظن الذي دل على اعتباره في الفرعيات يشمل الإعتقاديات أو لا؟

يقول - جواب السيد السبزواري: الحق أن يُقال إنها على قسمين:

اعتقاديات طُلب منا فيها تحصيل العلم، واعتقاديات لم يُطلب فيها تحصيل العلم.

أما القسم الأول فلا يكفي تحصيل الظن فيها، وحيث أن التقليد لا يورث إلا الظن إذن لا يجوز التقليد فيها، كالإيمان بوجود الله."(2)

كم من الشيعة يهتمون لهذه المسألة؟

لمرات عدة، وبتجارب ميدانية اجريتها بنفسي واجهت مواقف محرجة وشيء من الخطورة وأنا اطرح الاسئلة حول هذه المسألة، ومع أن الطبقة الحوزوية تعتبر الدليل العقلي في التوحيد شأن الفرد الشيعي ومهمته التي تكلف هو بها والمُطالب بالإتيان بها دون تقليد فقيه ومرجع إلا أن عامة الشيعة لا يبحثون ولا يفتشون ولا يتفكرون في هذا الأصل الاعتقادي بينما يشغلون اعمارهم بصلاة وصوم وعبادات وطقوس، وإذا ما واجهت الشيعي بهذا المطلب وسألته عن مجهوده الشخصي في بحثه واثباته وجدت منه تجهم الوجه وتقطب الحاجبين وامتعاض واعتراض وقد يوجه لك كلامًا لا يسرك، وأنا شخصيًا تلقيت ولعدة مرات ما لا يسرني من الردود.

هل يجوز اصطلاحًا، وهو استخدام اصطلاحي لفرز الحالة وتوصيفها؛ أن نُسمي الشيعة الأثني عشرية بطائفة التديّن المزاجي؟

ما هو المزاج؟

"تختلف الحالة المزاجية أيضا ًعن الطباع وسمات الشخصية والتي تعد من الأمور التي تبقى لفترة أطول/ ويكيبيديا."

"في علم الاجتماع والفلسفة وعلم النفس السلوك يُعرف سلوك الحشد على أنه مزاج مشترك مُوجّه نحو ما يثير الاهتمام/ ويكيبيديا."

وما دمنا نتحدث عن طائفة، جمع، فنحن نلامس ما يُعرف بـ "المتلازمات المرتبطة بالثقافة" والتي تدل على "الأمراض ذات الأعراض المنحصرة على عدد من الثقافات أو الأشخاص لأسباب متعلقة بالخصائص النفسية والاجتماعية المشتركة بينهم/ ويكيبيديا." (3)

إذن؛ وكتوصيف ابتدائي، نحن أمام طائفة مزاجية، والتي تتميز بمزاجية حادة في الانتماء الديني وتجاه كل من يطرح اشكالًا أو نقدًا أو تساؤلًا في أي شأن من شؤون تدينّها، وهذه الطائفة لا تهبط الى مستوى القبائل الأفريقية البدائية التي تمارس طقوسها ودينها بتلك الصور البسيطة والمرحة، ولا ترتقي الى المجتمعات الكنسية التي غادرت التعصب وتحولت لخلطة الإيمان القليل والعلمانية الكثيرة، وبهذا نقترب من رؤيوية طائفة معلقة بين البدائية والتمدن، بين التديّن البدائي والانتماء المخفف للكنيسة، وفي هذه الحالة تجد لها اضطرابًا ومزجًا ما بين بدائية واضحة وفكر واضح وهذا خلط فيه من شيء الغرابة، فالشيعي يُمارس طقوسًا بدائية كاللطم ونشر الأطعمة اثناء زيارة الإمام الحسين والتطبير وغيرها، وهو ايضًا يحوز على نصوص من تراثه المذهبي ويحفظ روايات واحاديث وشيء من القرآن، ولأنه كذلك فهو معلق بين المجتمعات الأفريقية البدائية التي ليس لديها نصوص ومرويات فقهية وكتاب مقدس، والمجتمعات الكنسية التي غادرت التعصب والتشدد واستخدام العنف والحدة في مواجهة المنتقد والمشكك والمتسائل، فالشيعي يُصر على أن الله واحد ولكنه لا يتناول هذا الاعتقاد ببحث التوحيد، هو يوبخ من لا يؤدي الصلاة ولا يصوم رمضان ولا يسير الى زيارة كربلاء ولكنه لا يكترث بمبحث الإلوهية والتوحيد!

...............

(1) مقطع يوتيوب بعنوان: رأي السيد السبزواري في عقيدة عوام الناس | السيد كمال الحيدري

(2) المصدر السابق

(3) المتلازمات المرتبطة بالثقافة هي الأمراض المرتبطة بثقافات معينة (culture-bound syndrome) أي الأمراض ذات الأعراض المنحصرة على عدد من الثقافات أو الأشخاص لأسباب متعلقة بالخصائص النفسية والاجتماعية المشتركة بينهم. في الطب والأنثروبولوجيا الطبية تعرّف المتلازمة المرتبطة بالثقافة أو المتلازمة الخاصة بالثقافة أو المرض الشعبي على أنها مزيج من الأعراض النفسية والجسدية التي تعتبر مرضًا يمكن التعرف عليه فقط داخل مجتمع أو ثقافة معينة. ولا وجود لأيّ تغييرات كيميائية حيوية أو هيكلية في أعضاء أو وظائف الجسم، والمرض غير معترف به في الثقافات الأخرى. وقد تم تضمين مصطلح "متلازمة مرتبطة بالثقافة" في الإصدار الرابع من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (الجمعية الأميركية للطب النفسي، 1994) والذي يتضمن قائمة بأكثر الحالات المرتبطة بالثقافة شيوعًا (DSM-IV: الملحق الأول). النسخة المطابقة في إطار ICD-10 - المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض -(الفصل الخامس) هي الاضطرابات الخاصة بالثقافة المحددة في الملحق 2 من معايير التشخيصية للبحث/ ويكيبيديا.